يجب الانتباه إلى أن النقاش يجب أن يكون حول خطورة فِعل الإمام كشخص (إن أثبتت التحقيقات ذلك) وليس بما يمثله الإمام من منظومة تعليمية وتربوية قرآنية، فإذ كان هذا الفقيه فعلا ظالما يجب أن ينال أقصى العقوبات لأنه انتهك حرمة طفلات بريئات، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث قطع يد السارق "ولو كانت فاطمة بنت محمد"، فما بالك بإمام عادي.. ولكن إذا كان هذا الإمام مظلوما وأثبت القضاء أن ما نُسب إليه غير صحيح، فيجب حينها إنصافه ورد الاعتبار إليه ومتابعة من افتروا عليه.. وكل من يناقش موضوعا آخر من قبيل الدعوة إلى إغلاق الكتاتيب القرآنية وغيرها، فهو يحاول -عن قصد أو بدونه- الركوب على هذا الحادث من أجل النيل وتشويه سمعة منظومة تربوية وتعليمية مغربية عريقة خرَّجت آلاف المثقفين والعلماء والمفكرين، وتشكل واحدا من أهم أسس التربية والتعليم الديني كتقليد راسخ في ثقافة الأسر المغربية، خاصة في المجتمع القروي. وفي نظري يرجع سبب هذا الزخم والهالة الإعلامية التي ميزت هذه القضية، إلى سببين اثنين، الأول أن ملف "فقيه الزميج" جاء في وقت لا زال فيه الرأي العام تحت صدمة الجريمة البشعة التي تعرض لها الطفل #عدنان_بوشوف، وثانيا المكانة الرمزية للإمام كشخص يحظى بثقة كبيرة في المجتمع، خاصة في القرى، وإلا فإنه لو كان المتهم شخصا آخر غير الإمام لامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمطالب إعدامه كما حدث في قضية الطفل عدنان. المهم أن قضية "فقيه الزميج" حاليا بيد القضاء الذي سيقول كلمته بناءً على التحقيقات الجارية، فمحامو الطفلات المعنيات يشيرون إلى أن الفقيه اعترف بالمنسوب إليه أمام الوكيل العام، كما أن آباء وأمهات الضحايا يصرون على أن الإمام هو من اعتدى على فلذات أكبادهن بناء على ما جاء في شكاياتهم المرفوقة بشهادات طبية تثبت فقدان العذرية.. بينما تعتبِر أسرة الفقيه وسكان مدشره أنه بريء من تلك الاتهامات وأن القضية تتعلق بتصفية حسابات.. وعليه يجب انتظار القضاء الذي سيقول كلمته في النهاية لنعرف الحقيقة..