فجر آباء بمدشر الزميج قرب مدينة طنجة، ملف "فضيحة أخلاقية" بعدما اتهموا إمام مسجد بالمدشر بهتك عرض بناتهم الصغيرات بعد التغرير بهن واستدراجهن أثناء حصص تحفيظهن القرآن الكريم بالمسيد، وذلك طيلة سنوات، موجهين نداءً إلى السلطات الأمنية والقضائية من أجل اعتقال "الفقيه" المعني ومحاكمته بشكل عاجل. ووفق ما كشفه أقارب بعض الطفلات في تصريحات حصرية لجريدة "العمق"، فإن "الفقيه" المعني ظل منذ تعيينه إماما بمسجد في المدشر، يمارس التغرير بالطفلات ويهتك عرضهن في سن صغيرة، مشيرين إلى أن لا أحد تمكن من كشف هذه "الفضيحة" خلال الأعوام الماضية بسبب الثقة الكبيرة التي كان يحظى بها الإمام داخل المدشر، وبسبب عدم إفصاح الطفلات عن ما تعرضن له. وفي اتصال بجريدة "العمق"، قال أحد أقارب إحدى الطفلات اللواتي درسن بالمسيد المعني، إن عدد الضحايا بلغ إلى حد الآن 4 طفلات، تقدمت عائلات اثنان منهن بشكايات إلى الجهات القضائية، في انتظار القيام بنفس الخطوة من طرف أسر الطفلتين المتبقيتين، مشيرا إلى أن سكان المدشر يتوقعون وجود عدد أكبر من الضحايا اللواتي لم يفصحن بعد عن الأمر. وأضاف المتحدث، أن إمام المسجد الواقع بمدشر الزميج بجماعة ملوسة إقليم الفحص أنجرة، "كان يستغل براءة الأطفال ويقوم بسياسة خطيرة من أجل التقرب إليهم بهدايا وحلويات وخلق بعض القصص لهم"، لافتا إلى أن الأطفال الذين درسوا عنده في المسيد لم تكن تتجاوز أعمارهم 5 سنوات، وذلك منذ تعيينه بهذا المسجد عام 2007. وأوضح المشتكي أن أسرته صُدمت بعدما أفصحت الطفلة في الأيام الجارية عن ما تعرضت له خلال سنوات تعلمها القرآن على يدي "الفقيه"، كاشفا أن والدتها دخلت في حالة نفسية صعبة وظلت طيلة هذا اليوم تبكي وتصرخ في حالة هستيرية بعدما علمت الموضوع، مبديا تخوفه من أن تقدم الفتاة على إذاية نفسها حاليا نظرا لحالتها النفسية المتأزمة. واتهم المتحدث الإمام ب"استغلال المكانة التي كان يحظى بها من أجل الاعتداء جنسيا على الطفلات"، موضحا بالقول: "الضحايا كشفن أنه كان ينفرد بهن أثناء ذهابهن للمرحاض، كل واحدة على حدة، ويشرع في تقبيلهن ولمس أماكن حساسة من أجسادهن، قبل أن يعمد إلى هتك أعراضهن، ويطلب منهن ألا يخبرن آباءهن وأن ما يقوم به هو أمر جيد". شكاية وتحاليل طبية شقيق إحدى الضحايا أوضح في شكاية وجهها إلى الوكيل العام للملك بطنجة، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها، أن شقيقته تعرضت لهتك العرض والاعتداء الجنسي عليها من طرف الإمام المذكور طيلة 4 سنوات في المسيد التابع للمسجد، وذلك منذ أن كانت في سن الخامسة من عمرها. وأضافت الشكاية، أن الطفلة التي أصبح عمرها الآن 17 سنة، لم تكن تفصح عن أي شيء بسبب عدم معرفتها بخطورة هذه الأمور حينها بحكم صِغرها، ونظرا للتهديد الذي كان يمارسه "الفقيه" بحق العديد من الطفلات إن قمن بالتبليغ عن الأمر، حسب قوله. وأشار شقيق الطفلة المذكورة، إلى أن الأخيرة تعيش حاليا في حالة نفسية خطيرة بعدما بدأت تستذكر الأفعال التي كانت تتعرض لها على يدي الإمام المعني، لافتا إلى أن بعض أفراد "الفقيه" ممن يتقلدون مناصب رفيعة بطنجة يحاولون طمس هذه الجريمة ويهددون أقارب الضحايا إن بلغوا عن تلك الاعتداءات، وفق تعبيره. وطالبت الشكاية من الوكيل العام للملك التدخل من أجل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمعاقبة الإمام بأشد العقوبات، كما وجه شقيق الطفلة ذاتها، شكاية أخرى إلى المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإقليم الفحص أنجرة، من أجل التدخل في الملف. وفي اتصال لجريدة "العمق"، قال صاحب الشكاية إن "التحاليل الطبية التي أجرتها أسرته لشقيقته، والتي ظهرت نتائجها مساء اليوم الأربعاء، كانت صادمة، حيث أكدت أن الطفلة فقدت عذريتها، وهو ما يؤكد تعرضها لاعتداء جنسي من طرف الإمام المذكور"، على حد قوله. وعن سبب عدم تبليغ الأسرة عن "الاعتداء" طيلة السنوات الماضية، أوضح المتحدث أنه لا علم لأي عائلة بهذا الموضوع، رغم أن تداول أخبار الاعتداءات الجنسية بالمدشر بدأ منذ 6 سنوات، لكن لم يكن يصدقها أحد نظرا للمكانة والقيمة التي كان يحظى بها الإمام، خاصة وأنه يعامل الأطفال كوالدهم. وكشف المتحدث أن ما وصفها ب"الفضيحة" تفجرت بعدما أفصحت إحدى الطفلات لأسرتها مؤخرا عن تعرضها لهتك العرض قبل سنوات، وذكرت أسماء مجموعة من صديقتها اللواتي تعرضن لنفس الممارسات على يدي الإمام، مضيفا أن سكان المدشر متخوفين من أن يكون أطفالهم ضمن الضحايا، مردفا: "لن نرتاح حتى يتم إنصاف أختي وباقي الطفلات، ويأخذ هذا المجرم جزاءه".