علمت جريدة "العمق"، أن عناصر الدرك الملكي أوقفت إمام مسجد بمدشر الزميج التابع لجماعة ملوسة بإقليم الفحص أنجرة، وذلك بعدما وجه آباء بالمدشر شكايات إلى الوكيل العام للملك باستئنافية طنجة، يتهمون فيها الإمام بهتك عرض بناتهم الصغيرات بعد التغرير بهن واستدراجهن أثناء حصص تحفيظهن القرآن الكريم بالمسيد، وذلك طيلة سنوات. ووفق مصادر الجريدة، فإن اعتقال الإمام من طرف الدرك الملكي، جاء بناء على تعليمات من الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئنافية طنجة، الذي قرر إيقاف المشتبه فيه من أجل التحقيق معه حول ما نُسب إليه من اتهامات، خاصة وأن إحدى الأسر أرفقت شكايتها بشهادة طبية تثبت فقدان طفلة لعذريتها، ما يعني تعرضها لاعتداء جنسي. يأتي ذلك بعدما أوردت جريدة "العمق" في خبر حصري، أمس الأربعاء، تصريحات آباء طفلات تعرضن للاغتصاب بمدشر الزميج، حيث أوضحوا أن "الفقيه" المعني ظل منذ تعيينه إماما بأحد مساجد المدشر، يمارس التغرير بالطفلات ويهتك عرضهن في سن صغيرة، مشيرين إلى أن لا أحد تمكن من كشف هذه "الفضيحة" خلال الأعوام الماضية بسبب الثقة الكبيرة التي كان يحظى بها الإمام داخل المدشر، وبسبب عدم إفصاح الطفلات عن ما تعرضن له. المحامي الحبيب حاجي، كشف من جانبه، أن 4 أسر تقدمت بشكايتها أمام الوكيل العام للملك بطنجة ضد مغتصب بناتها، مشيرا إلى أنه دأب على هذه الاعتداءات الجنسية منذ 7سنوات، وتم إيقافه عن العمل من طرف رئيس المجلس العلمي لعمالة فحص أنجرة طنجة، وفق تعبيره. وفي اتصال بجريدة "العمق"، قال أحد أقارب إحدى الطفلات اللواتي درسن بالمسيد المعني، إن عدد الضحايا بلغ إلى حد الآن 4 طفلات، تقدموا بشكايات إلى الجهات القضائية، مشيرا إلى أن سكان المدشر يتوقعون وجود عدد أكبر من الضحايا اللواتي لم يفصحن بعد عن الأمر. وأضاف المتحدث، أن إمام المسجد "كان يستغل براءة الأطفال ويقوم بسياسة خطيرة من أجل التقرب إليهم بهدايا وحلويات وخلق بعض القصص لهم"، لافتا إلى أن الأطفال الذين درسوا عنده في المسيد لم تكن تتجاوز أعمارهم 5 سنوات، وذلك منذ تعيينه بهذا المسجد عام 2007. وأوضح المشتكي أن أسرته صُدمت بعدما أفصحت الطفلة في الأيام الجارية عن ما تعرضت له خلال سنوات تعلمها القرآن على يدي "الفقيه"، كاشفا أن والدتها دخلت في حالة نفسية صعبة وتظل تبكي وتصرخ في حالة هستيرية منذ أن علمت بالموضوع، مبديا تخوفه من أن تقدم الفتاة على إذاية نفسها حاليا نظرا لحالتها النفسية المتأزمة. واتهم المتحدث الإمام ب"استغلال المكانة التي كان يحظى بها من أجل الاعتداء جنسيا على الطفلات"، موضحا بالقول: "الضحايا كشفن أنه كان ينفرد بهن أثناء ذهابهن للمرحاض، كل واحدة على حدة، ويشرع في تقبيلهن ولمس أماكن حساسة من أجسادهن، قبل أن يعمد إلى هتك أعراضهن، ويطلب منهن ألا يخبرن آباءهن وأن ما يقوم به هو أمر جيد". شقيق إحدى الضحايا أوضح في شكاية وجهها إلى الوكيل العام للملك بطنجة، اطلعت جريدة "العمق" على نسخة منها، أن شقيقته تعرضت لهتك العرض والاعتداء الجنسي عليها من طرف الإمام المذكور طيلة 4 سنوات في المسيد التابع للمسجد، وذلك منذ أن كانت في سن الخامسة من عمرها. وأضافت الشكاية، أن الطفلة التي أصبح عمرها الآن 17 سنة، لم تكن تفصح عن أي شيء بسبب عدم معرفتها بخطورة هذه الأمور حينها بحكم صِغرها، ونظرا للتهديد الذي كان يمارسه "الفقيه" بحق العديد من الطفلات إن قمن بالتبليغ عن الأمر، حسب قوله. وأشار شقيق الطفلة المذكورة، إلى أن الأخيرة تعيش حاليا في حالة نفسية خطيرة بعدما بدأت تستذكر الأفعال التي كانت تتعرض لها على يدي الإمام المعني، لافتا إلى أن بعض أفراد "الفقيه" ممن يتقلدون مناصب رفيعة بطنجة يحاولون طمس هذه الجريمة ويهددون أقارب الضحايا إن بلغوا عن تلك الاعتداءات، وفق تعبيره. وطالبت الشكاية من الوكيل العام للملك التدخل من أجل اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمعاقبة الإمام بأشد العقوبات، كما وجه شقيق الطفلة ذاتها، شكاية أخرى إلى المندوب الإقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بإقليم الفحص أنجرة، من أجل التدخل في الملف. * الصورة من الأرشيف