أُسدل يوم السبت 29 غشت 2020 الستار عن أشغال الملتقى الوطني لشبيبة العدالة والتنمية في نسخته السادسة عشر، حيث أبت الشبيبة إلا أن تنظمه عن بعد، في احترام تام للإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات العمومية، نظرا للظروف الاستثنائية التي تمر منها بلادنا إثر تفشي جائحة كورونا، إيمانا منها أن من اختار درب النضال يجب عليه أن يمارس أدواره الدستورية بكل أمانة ومسؤولية مهما كانت الظروف. وهي تنظم هذه النسخة، خاضت شبيبة العدالة والتنمية تحدياًّ سياسيا وتقنيا وموضوعيا تم النجاح فيه نظرا للإشعاع الذي حققه هذا العرس الشبابي السنوي الهام، ويكمن الشق السياسي في التقائية أهداف الندوات وانفتاح الشبيبة في التأطير على كفاءات وقيادات سياسية من خارج العدالة والتنمية، فيما يكمن الشق التقني في كون هذا الملتقى كان رقميا بامتياز،استخدمت فيه أحدث الوسائل التكنولوجية في نقل النقاش والبث، وهو ما لم يكن بالسهل. أما الشق الموضوعي، فهو زمن تنظيم الملتقى، حيث صادف فترة الإجازة السنوية للطلبة والموظفين والأجراء، في الظروف التي تعرفها البلاد، ولم يكن من السهل أن يتحلق حول الندوات عدد كبير من المشاركات والمشاركين، لكن نضالية أبناء العدالة والتنمية جعلت عددا منهم يقطعون رخصهم السنوية، وآخرون يؤخرونها أو يقدمونها حتى يتسنى لهم المشاركة في هذه المحطة النضالية الهامة، ولا يتخلفون عن الموعد. أثبتت شبيبة العدالة والتنمية خلال أطوار وفعاليات هذا الملتقى في كل تفاصيله الصغيرة والكبيرة أنها وكعادتها منظمة مسؤولة واعية بأدوارها حالاً ومستقبلا تحمل هموم أمتها ووطنها، مترفعةً عن كل القضايا السياسوية الضيقة وعن الخلفيات الجاهزة سلفاً، مؤمنة بأن دور الشباب لا يمكن إلا أن يصبَّ إيجابا في مصلحة الوطن، وذلك بالتكوين والتأطير والنهل من العلوم والمهارات بما سيساهم لا محالة في تخريج أطر ذات كفاءة عالية سياسيا واقتصاديا تنفع بلادها. لطالما برهنت شبيبة الحزب الأول في المغرب أنها نموذج يُحتدى به، فعند بروز الجائحة بالمغرب قامت بتنظيم حملة وطنية وبتكييف موضوعها بما يتلاءم والظرفية وغيرت الشعار والمضمون من ''الشباب ورهان التنمية المحلية'' إلى ''أحميك وطني'' وشرع قياداتها وأبناؤها في تأطير ندوات رقمية يومية ذات بُعد تحسيسي وتوعوي، كما قامت بإنتاج وسائط تهدف كلها إلى حماية المواطنين والمواطنات من هذا الوباء، مجندة كل الوسائل التقنية والعلمية والوسائط التكنولوجية الحديثة لإبلاغ الرسالة للمواطنين أن هذه بلادنا وجب علينا أن نكون درعاً يحميها. لقدت طبعت شبيبة العدالة والتنمية مساراً متفردا، فنظمت حملات وطنية طيلة السنوات الماضية، كلها في خدمة الوطن أذكر منها ''شارك تنفع بلادك''، ''فداك وطني''، ''أحميك وطني'' التي ستستأنف من جديد طيلة مدة الطوارئ الصحية، بالإضافة إلى باقي الأنشطة على مدار السنة من ملتقيات وطنية، ولقاءات وندوات تنظيمية وسياسية وفنية وأخرى وذات اهتمامات شبابية صرفة، دون تذمر ولا كلل، وأبرزت بما لا يدعو مجالا للمزايدات عليها أنها شبيبة استثنائية بل رائدة وفاعلة لا تكتفي بمواكبة الأحداث بل تصنعها وتشد أنظار العالم إليها.