أُسدل الستار مساء السبت الأخير على أشغال الملتقى الوطني الخامس عشر لشبيبة العدالة والتنمية، والذي تميز بنجاح كافة فقراته وأشغاله التي شارك فيها ما يقارب 3000 مشاركة ومشارك من كل أقاليم وجهات المملكة، خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 28 يوليوز 2019 بمدينة القنيطرة، وتابعه عبر تقنية البث المباشر الآلاف من المتابعين، هذا التقليد السنوي الذي أكمل عُشريته الأولى، بعدما كانت فلسفته الأولى تقتضي تنظيمه كل ثلاث سنوات، كان ولازال محط إعجاب الكثيرين من الشباب والمسؤولين داخل وخارج المغرب. مُلتقى هذه السنة تم تنظيمه في سياق وطني، سياسي وشبابي دقيق جدا، مما جعله أمام تحديات تنظيمية وسياسية كُبرى، إلا أن عزيمة الشباب وتضحياتهم الجسام في سبيل مشروع آمنوا به وحرصهم على أداء المسؤوليات التي أُلقيت على عاتقهم، بكل أمانة والتزام جعل كل تلك الصعاب تهون. ملتقى شبيبة العدالة والتنمية ليس مجرد نشاط إشعاعي تُمليه ضرورة تنزيل البرنامج السنوي، بل هو مدرسة أصيلة للتأطير والتكوين السياسي والتربوي والمعرفي في مختلف المجالات ذات الاهتمام الشبابي والشبيبي، ويؤدي دوراً رائدا في توجيه عدد من الشباب المقبل على التكوين الأكاديمي أو على سوق الشغل. خلال هذا الملتقى، الذي يُموَّلُ بموارد ذاتية، ويكون للمشاركات والمشاركين نصيب وفير من خلال مساهماتهم قبل مُباشرة أشغال هذا العرس الشبيبي السنوي، يعمل أعضاؤه على خدمة بعضهم البعض في التغذية والتنظيم والسهر على راحتهم منذ الافتتاح إلى يوم الختام وفي كافة المرافق. ملتقى الشبيبة لهذه السنة رفع شعار تعبئة شبابية لتعزيز المكاسب الإصلاحية، وهو الشعار الذي انعكست معانيه وأهدافه على عناوين الندوات والمحاضرات واللقاءات المفتوحة التي شهدها هذا الحدث المهم، على اعتبار أن الشباب هو مدخل أساسي من مداخل التنمية والإصلاح، وتقاسهم هذه التجربة مع شباب يحمل نفس الهموم في العالم العربي والإفريقي حيث حضر عدد من الشباب الفاعل في المجال السياسي، والذي اطلع عن قرب عن التجربة المغربية والتعرف على مؤهلات الاستثمار بالمملكة. وككل النسخ السابقة من الملتقى الوطني، فخلال هذه السنة، أيضا، التي تميز فيها بطبيعة المواضيع المطروحة في سياق دقيق تم فسح المجال أمام الشباب للتعبير عن آرائهم وتساؤلاتهم الحارقة اتجاه وزراء الحزب وبرلمانييه ومساءلتهم في بعض القرارات التي خلقت انطباعات متباينة داخل الحزب وخارجه، بالإضافة إلى تعبيرهم عن المواهب التي يزخرون بها في الأنشطة الموازية ذات الطابع الرياضي والثقافي والمعرفي. فالمُلتقى الوطني إذا، بالنظر إلى التراكم الإيجابي الحاصل، ومع اعتبار طبيعة الأنشطة التي يتم تنظيمها، يجعلنا أمام مدرسة شبابية وسياسية وتكوينية بامتياز تُساهم في الرفع من منسوب الوعي لدى الشباب وتَمَلُّك إدراك جماعي لقراءة المرحلة بعيون ناقدة واستشراف أفق المرحلة المقبلة في مُساهمة جماعية أساسها النضال والمعرفة والمسؤولية، وأمام ما عاشته النسخة الخامسة عشر من نجاح مشهود في ظل كل الظروف والسياقات المُشار إليها، مُتَغَلّبا على كل الإكراهات والتحديات، فإن ملتقى الشبيبة هذه السنة يستحق القول عليه إنه مُلتقى شبابي بنفسٍ نضالي.