أجمع عدد من المتدخلين، في افتتاح ملتقى طنجة المتوسطي للشباب والديمقراطية، يوم الجمعة الماضي، بمدينة طنجة، على الدور الأساسي الذي يلعبه الشباب في التغيير والتفكير من أجل قضايا الشعوب والدول. وأبرز المتدخلون، في اللقاء الذي سيره سعيد البقالي رئيس فرع منظمة الشبيبة الاشتراكية بطنجة، أن للشباب "قوة" في نقاش القضايا الراهنة التي يطرحها السياق الدولي خصوصا بالمنطقة المتوسطية، سواء في القضايا ذات البعد الإنساني أو القضايا ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. الشباب والتحول الديمقراطي في هذا السياق، قال أنس الدكالي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، متتبع جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، إن المغرب واع بأهمية الشباب في كسب رهانات المستقبل، مضيفا أن أي تحول ديمقراطي لا بد أن تلعب فيه شريحة الشباب دورا أساسيا. وتابع الدكالي أن المغرب يعطي أهمية للشباب من خلال رؤية ملكية متبصرة، والتي تم التعبير عنها من خلال دستور 2011 الذي أكد الفصل 33 منه على ضرورة تعميم شراكة الشباب في شتى المجالات، سواء مجال التنمية الاجتماعية أو الاقتصادية، أو الثقافية، داعيا إلى استثمار هذا الدستور والعودة إليه وتنزيله تنزيلا سليما ومتقدما وديمقراطيا من أجل تمكين الشباب من ممارسة أدوارهم الدستورية. وربط الدكالي بين منطوق الدستور وشعار دورة ملتقى طنجة المتوسطي الذي تنظمه الشبيبة الاشتراكية، حيث اختارت له شعار "من أجل متوسط آمن وعادل"، وذلك، يقول الدكالي، من خلال مقاربات قضايا الأمن سواء الأمن الفكري والثقافي أو الأمن الاجتماعي، مشيرا إلى أن الأمن والعدل لا يتأتيان إلا من خلال إدماج الشباب في جميع المجالات، ومساعدتهم على الاندماج في الحياة الجمعوية، وتقديم المساعدة للذين يواجهون صعوبات في التكيف والاندماج المدرسي أو الاجتماعي أو المهني، وتسيير ولوج الشباب للثقافة والعلوم والفن والأنشطة الترفيهية، مع توفير ظروف من أجل التعبير عن طاقتهم الإبداعية في كل هذه المجالات. في هذا الإطار، نوه الدكالي بالمجهودات المبذولة على الصعيد الوطني من خلال إحداث المجلس الاستشاري للشباب الذي قال إنه سيكون أرضية ومنبر للشباب من شأنه تطوير العمل المؤسساتي الموجه لهذه الفئة المجتمعية. مشيدا، في ذات الإطار، باللائحة الوطنية التي قال، كذلك، إنها "أظهرت التزام الشباب ووعيه بالمؤسسات كما هو الشأن لشباب حزب التقدم والاشتراكية الذي اشتغل بجدية وانخرط في العمل إيمانا منه بأن العمل من داخل المؤسسات هو الذي من شأنه إحداث التغيير وتحويل الأفكار إلى واقع وكذا خدمة المجتمع". من جانب آخر أشاد عضو المكتب السياسي لحزب "الكتاب" باهتمام شباب الحزب بالنقاش المتوسطي، بالنظر للمشترك الثقافي والاقتصادي وحتى الاجتماعي، معتبرا أن الفكر التقدمي والاشتراكي إرث تاريخي وإرث متوسطي مشترك، مستعرضا مجموعة من النماذج الاشتراكية ببلدان المتوسط، مؤكدا على ضرورة استمرار هذا الفكر وتقويته وحمله وتمريره للأجيال المقبلة من أجل أن تنتج أفكارا ووثائق ومشاريع لمجتمعها مستقبلا. وأبرز المتحدث أن الشباب يشكل دافع لحياة نشيطة سياسيا بعيدا عن النظرة الأحادية والوحيدة، حيث أوضح أن تبخيس الحياة السياسية أمر غير مجدي ويؤدي إلى السقوط في برغماتية قوية وإفراز مجتمع يستهلك ولا يفكر. الأمن والعدل تتكامل قيم يناضل من أجلها حزب التقدم والاشتراكية من جانبه قال عزوز الصنهاجي عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إن المكتب السياسي يعتز بمناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية على الدينامية الكبيرة التي تميز عمل هذه المنظمة الشبابية في مسار الحزب. مضيفا أن الحزب يشيد كذلك بنضالية الشبيبة في تحويل فكرة ملتقى طنجة المتوسطي إلى واقع. داعيا، في كلمته التي ألقاها باسم المكتب السياسي ونيابة عن الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله الذي يتواجد خارج أرض الوطن (داعيا) إلى تحويل هذه الفكرة وهذا الملتقى إلى تقليد سنوي منتظم. وأبرز الصنهاجي، في ذات اللقاء الذي حضره مسؤولو ومنتخبو جهة طنجةتطوانالحسيمة وممثلي بعض الهيئات السياسية بالإضافة إلى مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية وأعضاء مكتبه السياسي وأعضاء لجنته المركزية فضلا عن شباب الحزب المنضوي تحت لواء الشبيبة الاشتراكية، (أبرز) أن الحزب يثق في شبابه المناضل وقدرته على تطوير نضالاته في هذا الإطار خصوصا وأن هذا الملتقى استطاع أن يضمن استمراريته للدورة الثانية. وعن تيمة الدورة قال القيادي في التقدم والاشتراكية "إن اختيار شعار متوسط آمن وعادل كان اختيارا موفقا بالنظر للسياقات التي تعرفها دول المتوسط وعدد من دول العالم"، مشيرا إلى أن مناضلات ومناضلي حزب "الكتاب" ومنظماته الموازية كانوا دائما في خدمة المصالح العليا للوطن والشعب، بما في ذلك الشبيبة الاشتراكية باعتبارها رافدا من روافد حزب التقدم والاشتراكية. وأوضح الصنهاجي أن اختيار تيمة الأمن والعدل تتكامل مع القيم التي يناضل من أجلها حزب التقدم والاشتراكية وهي قيم التضامن الدولي والعدالة الدولية والتسامح والتعايش والانفتاح وقيم التبادل والحوار، مشيرا إلى أن هذه القيم من منظور حزب التقدم والاشتراكية تعرضت وتتعرض لنوع من التعويم والحمل من أطراف كثيرة، معتبرا أن الفرق والتميز بالنسبة للحزب يكمن في العمل على تحويل هذه القيم إلى واقع. وتابع الصنهاجي أن الشبيبة الاشتراكية بإصرارها على تنظيم هذا الملتقى تعمل فعليا على تنزيل هذه القيم، هذه الأخيرة قال إنها تحتاج إلى منظمات مناضلة سواء في المتوسط أو غيره من المناطق من أجل حملها وتكوين وتأطير المواطنين على المستوى الدولي والوطني من اجل أن يكونوا قادرين على الترافع أو التأثير الفعلي في القرار السياسي من خلال المشاركة السياسية واتخاذ القرار. إلى ذلك أقر الصنهاجي بوجود تفاوتات مجالية بين ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية في المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية، لكن ورغم ذلك يعتبر الصنهاجي أن القواسم المشتركة تبقى قائمة بشكل أكبر بين هذه الدول سواء الحضارية أو التاريخية أو الإنسانية بصفة عامة. وقال المتحدث إن حزب التقدم والاشتراكية بصفة عامة يقدم أجوبة على عدد من التحديات التي تواجهها عدد من البلدان سواء في الشمال أو الجنوب، وذلك باعتبار هذا الحزب، حسب الصنهاجي، "المفكر الجماعي" الذي أنتج وينتج. من جانب آخر أبرز الصنهاجي أن الحزب يقبل على المؤتمر الوطني العاشر، داعيا في هذا الإطار، مناضلات ومناضلي الشبيبة الاشتراكية إلى الانخراط ورفع التعبئة والمساهمة القوية في محطات التحضير للمؤتمر الوطني العاشر وكذلك أيام المؤتمر. وأوضح الصنهاجي أن اختيار الحزب "من أجل نفس ديمقراطي جديد" كشعار للمؤتمر يأتي من خلال التفكير السياسي للحزب. قائلا "إنه بقدر ما نعتز بمكتسبات المغرب الديمقراطية والسياسية والاقتصادية والمؤسساتية والإصلاحات التي أنجزها وينجزها، بقدر ما نحن واعون بقصور نموذجنا التنموي وبقدر ما نحن مصرين داخل الحزب على إعطاء حياتنا الديمقراطية والمؤسساتية والحزبية نفسا ديمقراطيا جديدا من أجل مواصلة المسار المتفرد والمتميز للتجربة المغربية وخلق ذلك التناغم والخيط الناظم بين المسار التنموي من جهة والمسار الديمقراطي من جهة أخرى"، مجددا دعوته للشباب من أجل الانخراط في التحضير لهذه المحطة السياسية الهامة في تاريخ حزب التقدم والاشتراكية. قضايا مهمة تحتاج إلى نقاش عميق بين الشباب الاشتراكي بدوره أشاد جمال كريمي بنشقرون الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية بالمجهودات التي يبذلها مناضلو ومناضلات الشبيبة، منوها بالمجهودات التي بذلها فرع المنظمة بطنجة من أجل استمرار هذا الملتقى وإخراجه من حلم إلى واقع. وقال بنشقرون إن المنطقة المتوسطية تعرف عدد من القضايا المهمة التي تحتاج إلى نقاش عميق بين الشباب الاشتراكي، كالهجرة والأمن والإرهاب، مؤكدا على ضرورة مواجهة هذه التحديات بالأفكار الشبابية وتجديد الفكر السائد بإسهامات فكرية شبابية. وعبر بنشقرون عن امتنانه للوفود الأجنبية المشاركة، سواء الأوروبية أو الوفود القادمة من المنطقة العربية والمغاربية أو وفود أمريكا اللاتينية. وأبرز بنشقرون أن حزب التقدم والاشتراكية كان دائما، عبر منظماته الموازية وعبر الشبيبة الاشتراكية، يدعو إلى التفكير الجماعي في الحلول الناجعة لعدد من القضايا الدولية والوطنية، بما في ذلك قضية الوطن الأولى وهي قضية الوحدة الترابية. المتوسط منطقة استراتيجية توحد شعوب ثلاث قارات من جهة أخرى، قال عدنان مقداد، نائب رئيس الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي المعروف اختصارا ب "الويفدي" إن منطقة المتوسط منطقة استراتيجية لكونها توحد شعوب ثلاث قارات، مشيرا إلى أن شعار الملتقى يعبر عن هذه القوة من خلال طرحه لقضايا العدل والمساوة "خصوصا وأن ضفتي المتوسط تعرف نوعا من عدم المساواة في استخلاص الموارد الطبيعية وتباينات مجالية تحتاج إلى معالجة وترسيخ العدل ومساواة وإنصاف الشعوب" يضيف المتحدث. ونوه مقداد بنضال شباب المغرب من أجل عدد من القضايا ولا سيما الشباب الاشتراكي الذي يواجه السياسات الإمبريالية التي تراكم رأسمالها من خلال إذاية شعوب المتوسط عبر تلويث مياه البحر الأبيض المتوسط واستغلال خيراته. من جانب آخر دعا المتحدث إلى الرفع من مستوى التعبئة والمشاركة السياسية من داخل جميع المؤسسات دفاعا عن الحقوق من جهة ودفاعا عن قضايا الشعوب المضطهدة من جهة أخرى. وأشاد مقداد، في هذا الجانب، بالاهتمام الكبير الذي يوليه المغاربة لقضية فلسطين التي توحد نضالات شباب المنطقة العربية والمنطقة المغاربية على السواء. الهدف إيجاد تناغم بين شباب المتوسط من جانبه، قال محسن حمان، رئيس منظمة أفكار من أجل السلام، إن الهدف من تأسيس ملتقى طنجة المتوسطي هو تنسيق الجهود من أجل إيجاد تناغم بين شباب المتوسط وإقرار العدالة والأمن بين الضفتين. وأضاف أن المشاكل التي يعاني منها سكان البحر المتوسط تكمن بالأساس في عدم إلمامهم سياسيا بأهمية التعاون وتكثيف النضالات بشكل مشترك ضد الإمبريالية التي تستغل ثرواتهم. ودعا المتحدث إلى خلق فضاءات لتبادل الأفكار وتقارب الرؤى وتقييم أوضاع حقوق الإنسان والبحث عن سبل النهوض بها والترافع من أجلها. كما دعا إلى تطوير الديبلوماسية الموازية، وتمكين الشباب من العمل على الترافع عن قضايا الوطن، وبلورة أفكار جديدة قادرة على التأثير في القرارات السياسية، وخلق روابط العيش المشترك مع الآخر. إلى ذلك أشاد كل من إلياس العماري رئيس جهة طنجةتطوان ونائبة عمدة طنجة بالملتقى الذي تنظمه الشبيبة الاشتراكية والذي يبرز مكانة مدينة طنجة كبوابة متوسطية وعاصمة لثقافات بحر الأبيض المتوسط. في هذا السياق، قال إلياس العماري إن الشبيبة الاشتراكية عبرت عن قوتها كامتداد لحزب التقدم والاشتراكية العريق من خلال تنظيمها لهذا الملتقى، داعيا إلى التشبث بهذه الأفكار وبهذه العزيمة من أجل استمرار هذا الملتقى، ومن أجل ترسيخيه وتجذره كمحطة شبابية سنوية تحج إليها مختلف التنظيمات الاشتراكية المتوسطية العالمية، مضيفا أن طنجة كانت عبر التاريخ حاضنة للفكر التقدمي المتوسطي وللثقافات المختلفة. وأشاد المتحدث بالمجهودات التي يبذلها شباب حزب التقدم والاشتراكية ومناضلات ومناضلي هذا الحزب من أجل خلق النقاش والإسهام في إفراز توصيات من شأنها إغناء النقاش على مستوى حكومات بلدان المتوسط. جدير بالذكر أن الملتقى افتتح يوم الجمعة الماضي بكلمة ألقاها مدير الدورة يونس السيراج عضو المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية، رحب فيها بالوفود الشبابية العالمية المشاركة وهي ليبيا، لبنان، اسبانيا، المكسيك، الأرجنتين، كوستاريكا، البرتغال. وأبرز يونس السيراج أن الملتقى الشبابي المتوسطي الذي تنظمه الشبيبة الاشتراكية تحت شعار "من أجل متوسط عادل وآمن" يأتي من أجل ترسيخ دور الديبلوماسية الموازية في الترافع عن قضايا راهنية تناقشها حكومات المنطقة والتي من حق الشباب أن يدلي برأيه فيها إلى جانب هذه الحكومات. يذكر أيضا أن الملتقى الذي انطلق الجمعة الماضي واختتم عشية أول أمس الأحد، عرف مشاركة مختلف فروع منظمة الشبيبة الاشتراكية القادمة من جهات وأقاليم المملكة، حيث فاق عدد المشاركين بالإضافة إلى الوفود الأجنبية أزيد من 300 مشارك. دعا جمال كريمي بنشقرون، الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، إلى تشجيع الشباب على تحمل المسؤولية باعتباره قوة اقتراحية. وأضاف كريمي بنشقرون الذي كان يتحدث في ندوة نظمت أول أمس السبت حول "آفاق تنسيق النضال الشبابي بالمتوسط"، على هامش ملتقى طنجة المتوسط للشباب والديمقراطية، أن التاريخ أظهر أن هذه الفئة المجتمعية هي المحرك الحقيقي لجميع التغيرات التي شهدتها البشرية. وأبرز بنشقرون أن الإصلاح السياسي دون مشاركة الشباب لا معنى له، لأنه، "طفي النهاية، هو الذي يضمن الاستمرارية والدينامية السياسية للمجتمعات والدول، موضحا أن العمل يجب أن يصب في اتجاه تأطير الشباب عبر التنشئة الاجتماعية والانخراط في المنظمات والشبيبات والأحزاب السياسية. بالإضافة إلى ذلك، قدم الكاتب العام للشبيبة الاشتراكية التجربة المغربية في تعزيز دور الشباب في الحياة السياسية والذي قال إنه ينبغي أن يكون مرجعا للعديد من البلدان العربية. حيث أبرز أن المغرب عمل على تأسيس الهيئة الوطنية للشباب والديمقراطية، التي تضم 16 منظمة شبابية حزبية من مختلف المشارب، مؤكدا في هذا الإطار أن هذه المنظمات تظهر تعاونا مثاليا بين جميع مكوناتها وتشتغل من أجل إفراز مقترحات قوية. واعتبر بنشقرون أن الإشكال يكمن في الآليات والإمكانيات المتاحة أمام الشباب والمنظمات الشبابية التي أوضح أنها تكافح من أجل إيجاد الوسائل المالية لتمويل أنشطتها. مبرزا أن الأوان قد حان لكي تعيد الدولة النظر في تقديم المساعدة المالية لهذه المنظمات في إطار قانون مؤطر لذلك كما هو الحال بالنسبة للأحزاب السياسية. إلى ذلك، طرح المتحدث مجموعة من التوجهات التي أقرتها الدولة من أجل إدماج الشباب في الحياة السياسية من خلال اللائحة الوطنية التي جاء بها دستور 2011 والتي قال إنها أسهمت بشكل كبير في إدماج الشباب بمراكز القرار ومكنته من الاقتراح من داخل البرلمان المغربي والمشاركة في تشريع القوانين واقتراح أفكار جديدة. وفيما يتعلق بتعزيز التعاون بين منظمات الشباب في حوض البحر الأبيض المتوسط، قال إن تحقيق هذا الهدف يتطلب بالضرورة تعزيز الدبلوماسية الموازية، عبر تقوية آليات الترافع وفتح المجال لتبادل الخبرات من أجل الترافع عن القضايا الوطنية والدولية والقضايا المشتركة بين بلدان المتوسط. من جانبه، قال عدنان مقداد، نائب رئيس الاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي وممثل لبنان إن النضال الشبابي يجب أن ينصب في اتجاه الدفاع عن قضايا الشعوب ضد التوجه الإمبريالي وهيمنة الثقافة الرأسمالية. وأضاف أنه من المؤسف أن يتعرض الشباب العربي على نحو متزايد لهذا النموذج من الاستهلاك الجماهيري، دون أن يبحثوا ويطرحوا الأسئلة الحقيقية حول أساليب التفكير الاشتراكي وتكثيف النضال بشكل مشترك من أجل إحداث التغيير. من جهته قال أنخيل اليساندرو، وسيط دولي وخبير في حل الصراعات بالمكسيك، إن هناك عددا من القضايا التي تحتاج إلى تفكير جماعي خصوصا قضية الإرهاب. وتابع المتحدث أن 90 بالمئة من الهجمات الإرهابية تحدث بمنطقة المتوسط بمعدل هجمة كل يوم، مؤكدا أن هذا الأمر يحتاج إلى تشخيص حقيقي من أجل وضع حلول فعالة بدلا من التدابير الجزئية. في هذا الإطار، قال أنخيل إن الشباب يجب أن يتشبع بأفكار "العيش المشترك"، داعيا الحكومات إلى تلقين الشباب أفكار من هذا القبيل وتسليحهم بالتفاوض كسلاح فعال لمعالجة عدد من القضايا وحل النزاعات ومواجهة القضايا الشائكة بالضفتين بعيدا عن التطرف. في نفس السياق، استعرض محمد عمار ادريس، مسؤول حزب البروني الاسباني بمنطقة الأندلس، تجربة حزبه في مواجهة التطرف عبر دعوته الحكومة الإسبانية إلى اعتبار المهاجرين كمواطنين إسبان عوض اعتبارهم "مواطنين من الدرجة الثانية". وأبرز عمار ادريس أن تجربة حزبه تكمن في الدفاع عن العدالة الاجتماعية بإسبانيا كمدخل لمحاربة التطرف، حيث أوضح أن السياسات التي تنهجها الحكومة من قبيل تفضيل المواطنين الإسبان عن المهاجرين تولد تطرفا لدى الطرف الثاني، داعيا إلى العمل والنضال من أجل جعلهم يحضون بالحقوق إسوة بالسكان الأصليين، عبر تمكينهم من الولوج إلى الخدمات العمومية من قبل الصحة والتعليم. إلى ذلك قدم الأستاذ الطيب بياض أستاذ جامعي وخبير في الثقافات المتوسطية عرضا حول تاريخ الضفتين، استعرض فيه عددا من أوجه العيش المشترك السائد بين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، كما قدم عرضا موازيا عن ظاهرة التطرف وإشكاليات الهجرة منذ عقود بالمنطقة. طنجة – محمد توفيق أمزيان