حذرت جريدة "عكاظ" السعودية من تنامي النشاط الإيراني بالمغرب بشكل لافت، خلال الفترة الأخيرة، منبهة إلى أنه عرف نشاطا ملحوظا في المجال الثقافي، وعزت ذلك إلى تراجع الجهد الثقافي السعودي ممثلا في ملحقيتها الثقافية بالرباط. وذكرت في نفس السياق، أن المملكة العربية السعودية سبق أن اختيرت ضيفا شرفيا في المعرض الدولي للكتاب في الدارالبيضاء قبل سنتين،"2012"، بفضل الحضور المتميز التي دشنته في تلك الفترة، ملحقيتها الثقافية بالرباط التي كان على رأسها ناصر البراق، الملحق الثقافي السابق، الذي استطاع نسج علاقات متميزة مع المسؤولين المغاربة، وحرص بالخصوص على لقاء الرجل الأول في وزارة الثقافة، وأثمرت جهوده استضافة المغرب كضيف خاص على معرض الرياض الدولي للكتاب في السنة اللاحقة التي استضاف المغرب بدوره السعودية ضيفا شرفيا، حيث عبأت الملحقية الثقافية حينها كل إمكانياتها لإنجاح الحضور السعودي ووفرت كل وسائل النجاح. وتابعت ذات الصحيفة أن "الملحقية الثقافية السعودية بالرباط" ، في الآونة الأخيرة أصبحت تعيش أسوأ أيامها، وتعاني ارتباكا واضحا أدى إلى خفوت النشاط الثقافي السعودي في المغرب وتراجعه، بسبب غياب تواصل لائق بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين. ففي مقال نشرته "عكاظ" يوم أمس الجمعة 05 فبراير الجاري، واختارت له كعنوان "استياء السفير السابق الجديع من تراجع الجهد الثقافي السعودي بالمغرب": "غياب المشاركة "السعودية" في "كتاب المغرب 2016" يتيح حضورا "إيرانيا""، حيث دقت الجريدة ناقوس الخطر وأشارت حسب مصادرها إلى تذمر عدد من المثقفين المغاربة واستيائهم من تأخر المركز الثقافي السعودي في إيداع ملف المشاركة كالمعتاد لدى وزارة الثقافة المغربية، التي أوضح "مصدر بها" عن تفاجئه بتناقص المشاركة السعودية منذ سنتين أي بعد عودة الملحق الثقافي "الدكتور ناصر البراق الذي عرف بحضوره المتميز والغير مسبوق في المشهد الثقافي المغربي"، وتابعت بالقول: إنه "كان ملحقا ثقافيا استثنائيا، ظل المغاربة يتذكرونه". وبحسب نفس المصدر فإن "السبات" التي يعيشه ذات المكتب أنعش الحضور الإيراني الذي استغل الفراغ وبالأخص بعد قيادة السعودية ل"عاصفة الحزم" للحد من المد الشيعي الإيراني، الذي أصبح لافتا، "في المواقع الإلكترونية والثقافية، يحاول الغمز من كل ما هو "سعودي"، عبر وسائل وطرق لا تخفى"، مستغلا "الغياب الثقافي السعودي عن المشهد تماما". يذكر أن المشاركة السعودية في معرض الكتاب في الدارالبيضاء وعلى النقيض من الغياب الراهن، كانت تتميز بحضور جل جامعاتها وعدد من مؤسساتها الأكاديمية والعلمية في جناح موحد تشرف عليه الملحقية الثقافية السعودية في الرباط، كما كان يحضر وفد كبير من الفاعلين والمثقفين الذين يساهمون في الأنشطة الثقافية الموازية، فضلا عن مساهمتهم بشكل غير مباشر في إنعاش السياحة ودعم سوق الشغل في السنوات الماضية.