قال الدكتور ناصر نافع البراق الملحق الثقافي السعودي بالمغرب، إن اختيار المملكة العربية السعودية لتكون ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء، هو دليل على كون المملكة تتمتع ب «وضع اعتباري» في المغرب الذي «يعرف معنى الثقافة والمعرفة»، وأضاف في حوار مع «التجديد» أن التعاون الثقافي بين المغرب والسعودية «على قدر كبير جدا من الأهمية». • ماذا يعني بالنسبة لكم أن تكون السعودية ضيف شرف المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء؟ •• يعني أننا نتمتع بوضع اعتباري في بلاد يعرف معنى الثقافة والمعرفة، ويُقَدِّرُ المجهودات التي بُذِلَتْ في هذا الاتجاه. إنه تتويج لمسار من الأعمال التي سبقني إليها من كان قبلي هنا، وأكملتها ببعض الاجتهاد مستفيدا من الإمكانات الموضوعة رهن إشارة الملحقية، ومن حسن التواصل مع القائمين على الشأن الثقافي بالمغرب الشقيق. إنه مكافأة يستحقها كل سعودي دَعَّمَ أو ساهم في إشعاع ثقافي مفيد ومُمْتِعٍ إن في المملكة العربية السعودية أو بالمملكة المغربية. وبالمناسبة أتمنى أن يكون هذا التتويج لمسارنا هنا بداية عمل أكثر فائدة. وهذا التتويج مناسبة أيضا لشكر الطاقم الذي يشتغل معي على مجهوداته الجبارة التي يبذلوها، سواء المغاربة أو السعوديون. فالكل متناغم لأجل الرقي بأنشطتنا. وأنا سعيد جدا لهذا الجو من التعاون والتآزر بين مكونات الملحقية. • ما هي آخر الاستعدادات للمشاركة السعودية في المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء؟ •• كل شيء يسير على أحسن ما يرام، فمنذ أن أُطْلِعْتُ على قرار وزارة الثقافة المغربية بأن المملكة السعودية ستكون ضيف شرف، وأنا ومن معي نباشر الترتيبات اللازمة ليكون وضعنا في المعرض متميزا جدا هذه السنة، يليق بحجم الدعوة المقدمة لنا. إن الاستعدادات تهم إنشاء الجناح والتعرف على المعروضات من حيث حجمها ونوعيتها، وكذلك ترتيب وتحديد الأنشطة الموازية للمعرض من ندوات ومحاضرات مختلفة التوجه، وبأسماء رائدة في مجالات الفكر واللغة والإعلام، إضافة إلى دعوة شباب بدأت أسماؤهم تبرز في سماء الثقافة قصد تنشيط لقاءاتنا. • إلى جانب الرواق السعودي في المعرض بالبيضاء، هل هناك أنشطة موازية وما طبيعتها؟ •• كما أشرت في الإجابة السابقة، فزيادة على المعروضات التي سيضمها الجناح من كتب ومخطوطات وكل ما يمثل الثقافة السعودية دون تخصيص، فإن إقامة الندوات والمحاضرات سيكون ذا أهمية بالغة. إذ سيحضر من المملكة العربية السعودية رواد كبار في عالم الفكر واللغة والإبداع والإعلام، إضافة إلى أكاديميين متميزين في مجالاتهم، كما سيكون لصوت الشباب حيزا مهما في أنشطتنا. طبعا لن يقتصر الأمر على السعوديين، فالدعوة قائمة للمغاربة أيضا. • ما هي توقعاتهم فيما يتعلق بتفاعل الجمهور المغربي مع البرنامج الذي تعتزمون تقديمه خلال المعرض الدولي؟ •• ما أعرفه من المحصلة النهائية لكل معرض من المعارض السابقة أن تفاعل الجمهور المغربي مع المعروضات والأنشطة الموازية تكون إيجابية جدا، إلا أنها تختلف في نسبتها بحسب طبيعة المعروض وأهميته وثمنه، وطبيعة الأنشطة أيضا، فكلما كانت الأنشطة ملامسة لاهتمامات الجمهور كلما كان الإقبال عليها كثيفا. وهو ما تنبهنا إليه، وسنعمل على بلورته لا سيما في هذه الظروف الاستثناية التي يعيشها العالم العربي. أتوقع أن يصل تفاعل الجمهور المغربي مع ما سنقدمه في جناحنا من معروضات وأنشطة إلى أعلى مستوياته، فقد مَهَّدْنا بما يكفي لنكون مثار اهتمام الزائر، إذ أنشطتنا في الملحقية الثقافية للموسم الماضي وهذا الموسم أبانت عن تزايد كَمِّي ونوعي مثير للمثقفين المغاربة على ما نقدمه. وهو ما يجعلنا مطمئنين لإقبال مكثف خصوصا لما يتم الكشف عن البرنامج الذي هو برنامج غني جدا بالأنشطة الهادفة لخدمة الثقافة السعودية والمغربية أيضا. • كيف تقيمون التعاون الثقافي بين المملكة المغربية والمملكة السعودية؟ •• لا تحتاج العلاقة المغربية السعودية تقييم أحد، فهي ظاهرة بملامح جلية للكل، إنها في المستوى الرفيع كما كانت على الدوام، علاقات تاريخية متينة جدا. ولا يشكل التعاون الثقافي بين هذين البلدين استثناء، فهو على قدر كبير جدا من الأهمية. كل ما نسعى إليه من عملنا هنا هو توطيد وتوسيع هذه العلاقة لتصير مركزية. ويبدو لي أن المؤشرات الأولى إيجابية جدا للسير قُدُما نحو تحقيق أهدافنا النبيلة التي هي زيادة إشعاع الثقافة العربية السعودية بالمملكة وإطلاع المثقف المغربي على الطفرة الكبيرة في الساحة الثقافية والفكرية بالمملكة، وأيضا نقل ثقافة المغاربة الغنية والمتنوعة إلى المثقف السعودي ومنه إلى الخليجي. إن وضعنا المحوري في العالم العربي يحتم علينا مضاعفة الجهد للقيام بمسؤولياتنا كما ينبغي. وهو ما نعمل لأجله بكل إرادة. ولأن هذه العلاقة متميزة فنحن ضيف شرف على المعرض الدولي في دورته هذه.