يتوقع المثقفون، ومعهم عموم المغاربة، المعرض الدولي للكتاب والنشر لمعرفة الجديد في عالم الكتاب، وفي نفس الوقت، لمعرفة الجديد على مستوى التنظيم وابتداع أفكار مميزة، وفي نفس الوقت، نسيان «برودة» الدورة السابقة، التي عرفت توترا بين المثقفين والوزير السابق، بنسالم حميش. وينتظر الكثيرون الدورة الثامنة عشرة لجس نبض الوزارة ومعرفة إستراتيجيتها في تدبير الشأن الثقافي في البلاد. وهكذا، وفي إطار مواكبة تطورات العصر والانفتاح على أكبر جمهور ممكن، أنشأت وزارة الثقافة موقعا جديدا على الأنترنت للمعرض الدولي للكتاب والنشر، والذي ينتظر أن تحتضنه العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء ابتداء من 11 إلى 20 فبراير الجاري. وستتميز الدورة الثامنة عشر للمعرض، التي تنظمها وزارة الثقافة تحت شعار «القراءة الهادفة لبناء مجتمع المعرفة»، بإحداث موقع إلكتروني مستقل ذي طابع تفاعلي للتظاهرة، بعد أن كان مدرجا ضمن موقع الوزارة. وأوضح حسن الوزاني، مدير الكتاب، في تصريحات له، أن الدورة ال18 للمعرض ستتميز عن سابقاتها بإطلاق موقع إلكتروني لعرض مختلف الأنشطة الثقافية بالصوت والصورة، لتمكين المتتبعين والمهتمين، داخل المغرب وخارجه، من متابعة فعاليات الدورة، إضافة إلى فتح صفحة لإبداء الملاحظات حول المعرض على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وتنظيم مسابقة ثقافية، سيحصل الفائزون بها على مجموعة مهمة من الكتب. كما تحتفي الدورة بما يزيد على 90 كاتبا مغربيا من مختلف الأجيال، من خلال عرض الكتاب الأول لكل واحد منهم في جناح وزارة الثقافة في المعرض، بدءا من أول ديوان مغربي «أحلام الفجر»، لعبد القادر حسن العاصمي، الصادر سنة 1936، وتقديم شهادات في حقهم، بأقلام كتاب ومبدعين مغاربة وعرب، إلى جانب تقديم ببليوغرافيا الكتب الأولى، التي أنجزها الكاتب محمد بن يحيى القاسمي، وتغطي الفترة من 1936 إلى 2011، مشيرا إلى أن الوزارة ستصدر، بهذه المناسبة، 40 عنوانا، تضم الأعمال الكاملة لمجموعة من الكتاب، على رأسهم الروائي والقاص أحمد المديني. كما يتضمن الموقع، يضيف الوزاني، ركنا تفاعليا، في صيغة سؤال -جواب، يتيح التواصل المتواصل بين هذا الموعد الثقافي الكبير ورواده من مختلف الفئات. وبالموازاة مع ذلك، يضيف حسن الوزاني، سيتم إحداث نشرة يومية تواكب فعاليات المعرض، حيث سيتم إنجازها بالاعتماد على طاقم من طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال، إضافة إلى تأسيس صفحة على «فيسبوك»، خاصة بالمعرض. ومن جهة أخرى، أفصح المسؤول في وزارة الثقافة أن الدورة ستعرف أنشطة مكثفة تنظمها الوزارة بشراكة وتعاون مع هيآت وطنية مختلفة ناشطة في المجال الثقافي والفني، من قبيل «بيت الشعر» و»اتحاد كتاب المغرب» و»الائتلاف المغربي للثقافة والفنون»، إضافة إلى جمعيات من المجتمع المدني. كما أكد أن الطفل يحظى، هو الآخر، بأهمية خاصة، في هذا الإطار، من خلال أنشطة متنوعة يحتضنها الفضاء المخصص للطفولة، بين ورشات وجلسات حوارية ومسابقات ثقافية. ويشار إلى أنه تُرتقَب مشاركة ما يقارب 800 ناشر مباشر وغير مباشر، في دورة 2012، يمثلون 42 دولة، كما سبق أن أعلنت إدارة المعرض الدولي للنشر والكتاب. وكان بلاغ للإدارة قد اعتبر أن الأمر يتعلق برقم قياسي في تاريخ هذه التظاهرة الدولية، مشيرا إلى أن لجنة مؤلفة من ممثلين عن وزارات الاتصال والأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة وخبراء مستقلين، تسهر على ضمان السير الأمثل للمهرجان وعلى التنفيذ الجيد لبنود نظامه الداخلي. ويذكر من جهة ثانية، أنه تم اختيار المملكة العربية السعودية كضيف شرف معرض الدارالبيضاء للكتاب. وكانت الجهات المعنية قد اعتبرت قرار اختيار السعودية ضيف شرف لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة لما خلّفته المشاركة السعودية في الدورات السابقة من أصداء إيجابية لدى المسؤولين في الوزارة، إضافة إلى نوعية الأنشطة الثقافية المتميزة، التي نظمتها الملحقة الثقافية للسفارة السعودية في الرباط، وفي مقدمتها الصالون الثقافي السعودي في المغرب. وينتظر في هذه الدورة، أيضا، الإعلان عن جائزة المغرب للكتاب، والتي يقول المسؤولون إنها تعرف في هذه الدورة نسبة ترشيحات بزيادة نسبة 40 %مقارنة مع الدورة الماضية، حيث ارتفع عددها إلى 134 ترشيحا، منها 19 كتابا في صنف الترجمة و18 في صنف الشعر، و31 في صنف السرديات والمحكيات، و46 في صنف العلوم الإنسانية والاجتماعية، و22 في صنف الدراسات الأدبية والفنية.