علمت جريدة "العمق" من مصدر شديد الإطلاع أن وزير الصحة خالد آيت الطالب سبق له أن قرر إعفاء المديرة الجهوية للصحة بجهة مراكشآسفي من مهامها، غير أنه تراجع بعد ذلك عن قراره، واستمرت لمياء شاكري في منصبها. وأفاد مصدر جريدة "العمق" أن قرار الإقالة كان قبل حوالي 3 أشهر في عز الحجر الصحي، وذلك بالتزامن مع الوقت الذي شهدت فيه جهة مراكشآسفي "تسونامي" من الإعفاءات بقطاع الصحة، غير أنه تراجع بعد ذلك بسبب تلقيه اتصال هاتفي من مسؤول محلي يطلب منه التراجع عن قراره. واستطاع المسؤول الذي يعد صاحب مركز وصفه مصدر "العمق" ب"المهم" في ولاية جهة مراكشآسفي، أن يقنع وزير الصحة بالعدول عن قراره بعدما أعطاه وعدا بمساعدة المديرة الجهوية بتجاوز الهفوات التي عرفها تدبيرها لملف جائحة "كورونا". جدير بالذكر، أن قطاع الصحة على مستوى الجهة يعيش تشنجا كبيرا تعبر عنه الإعفاءات المستمرة وكذا طلبات الاستقالة من مناصب المسؤولية، إضافة إلى احتجاج الأطر الصحية بمجموعة من المؤسسات آخرها احتجاج العاملين بمستشفى ابن زهر بمراكش أمس الاثنين، ودقهم لناقوس الخطر بخصوص الحالة الوبائية في المدينة وفي المستشفى. كما سبق لوزير الصحة أن أصدر قرارات بإعفاء كل من المندوب الإقليمي للصحة بمراكش ومدير المستشفى الإقليمي ابن زهر المعروف بالمامونية، إضافة إلى إعفاء المدير الإقليمي للصحة بقلعة السراغنة والذي انتصرت له المحكمة الإدارية وقضت بإبطال قرار إعفائه من منصبه. وخلقت الإقالات المتتالية حالة من "الارتباك وغياب التنسيق"، احتجت على إثرها الأطر الصحية صبيحة أمس الاثنين، مرددين شعارات تندد بتعامل المديرية الجهوية للصحة بمراكش ووزارة الصحة مع الوضع الذي وصفوه ب"الكارثي". كما يشتكي أطر الصحة من"ضعف التجهيزات الأساسية، والبناية المتهالكة، مع انعدام مصادر الأوكسيجين، وضعف الموارد البشرية"، ومن صعوبة التعامل مع المواطنين بسبب التأخر الكبير في الكشف عن نتائج التحاليل المخبرية الخاصة بمرض "كوفيد19". الأكثر من ذلك، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر حجم "الإهمال" الذي يتعرض له مرضى "كورونا" بالمستشفى الإقليمي ابن زهر بمراكش، في وقت لم تصدر مصالح وزارة الصحة الإقليمية أو الجهوية أي توضيح رغم الضجة الذي أثارها. وتؤكد مصورة الشريط المذكور أن المشاهد منقولة من داخل المصالح المخصصة لمرضى "كوفيد19" في مستشفى ابن زهر، مشيرة إلى "حجم فوضى وأوساخ في المستشفى"، كما أظهر الشريط جثة شخص فوق إحدى الأسرة وقالت المصورة أنه "مرمي هناك"، كما قالت إن "مجموعة من الأجهزة الطبية لا تشتغل بسبب عدم توفر المستشفى على مقابس الكهرباء". الحالة الوبائية "المقلقة" و"المرتبكة" بمدينة مراكش، دفعت برئيس الحكومة سعد الدين العثماني إلى إيفاد لجنة وزارية اليوم الثلاثاء إلى المدينة الحمراء، من أجل الوقوف على الوضعية. وقال النائب الثاني لعمدة مدينة مراكش عبد السلام سي كوري "بعد تواصل عمدة مراكش مع رئيس الحكومة ، تقرر أن تحل بمدينة مراكش لجنة وزارية للوقوف على الوضع الصحي بها". ودقت الهيئات الصحية ناقوس الخطر مطالبين بتدخل عاجل للحد من انتشار فيروس "كورونا" المستجد في صفوف الأطر الصحية، وأفاد مصدر موثوق لجريدة "العمق" أن عدد الأطر المصابة بمراكش قارب 100 حالة.