عبرت رائدة الحلقة الغيوانية بمدينة مراكش مريم آمال بكثير من الحسرة والألم عن صعوبة الحصول على قوتها اليومي حاليا. وأبرزت في لقاء خاص مع جريدة "العمق" أن معاناتها متواصلة بعد توقفها عن العمل بساحة جامع الفنا منذ 15 مارس الماضي، بسبب منع التجمعات جراء إعلان "حالة طوارئ فيروس كورونا". ولم تتمالك آمال نفسها وأجهشت بالبكاء وهي تقول "أصبحت لا أجد طعاما أقدمه لابن أختي الذي يعيش وأمه معنا في نفس البيت"، مبرزة أن "الجميع يستيقظ على نية الصيام بسبب ذلك". وأبرزت مريم أنها لا تستطيع أداء فواتير الماء والكهرباء وأقساط الكراء التي تراكمت لعدة شهور. ويزيد من معاناتها خضوعها للعلاج، حيث تستعمل "آلة تنفس اصطناعي محمولة" وعدة أدوية لمواجهة أثار المرض الناتج عن العمل في الهواء الطلق لسنوات عديدة. واشتكت مريم من تنكر المسؤولين لجهود "الحلايقية" في تصنيف الساحة "تراثا لا ماديا" من قبل اليونسكو، مبرزة أن هذا الشرف منح "للإنسان" وليس للجدران. ولم تفوت الفرصة للقول بصفتها رئيسة جمعية للتراث، إن عددا من الحلايقية يعانون مثلها في صمت، ومنهم ما لا يجد ثمن تغيير "ليكوش" لأطفاله. وناشدت الملك محمد السادس التدخل لمساعدتها وإنصاف زملائها في العمل.
وعابت على مسؤولي الشأن المحلي عدم "الاعتراف" بهذه الشريحة، التي تقدر بحوالي 300 شخص تزاول في الساحة، موضخة أنها راسلت وزارة الثقافة للالتفات إليهم، كما اقترحت على وزارة السياحة أن يكون لهم "دخل قار" في إطار مشروع سياحي شامل. من جهة ثانية أشارت مريم المعروفة في الوسط الفني ب"الغيوانية" إلى أنها احترفت "فن الحلقة" وفي عمرها 17 سنة، بعدما توفي أبوها الذي كان يعمل موظفا بالسجن المدني. وأشارت إلى أنها عملت مع أباطرة الحلقة الذي غادروا إلى داء البقاء، فيما بقيت "الحالة هي الحالة" وإلى الآن. وأبرزت أنها تبلغ من العمر الآن 53 سنة، لكن بعد سنوات من العطاء داخل الساحة وجدت نفسها بدون تغطية صحية وأيضا بدون تقاعد. وحصلت مريم آمال على وسام استحقاق بعد مشاركتها في نشاط إشعاعي بالصحراء المغربية، دون أن تجني منه أرباحا على حد تعبيرها، كما حصلت على العديد من الجوائز والشواهد التقديرية.