نعيش اليوم تغيرات مفاجئة وسريعة، في شتى ميادين الحياة مما جعل الفرد عاجزا عن الآفات النفسية والاجتماعية الخطيرة منها الانتحار. والتي يعاني منها الجنوب الشرقي بصفة خاصة ومناطق المغرب بصفة عامة، إذ ثم في الأواني الأخيرة في تسجيل حالات الانتحار لدى شباب العشرين عاما والستون عاما وأحيانا تكون نساء التي يبشرهم ربنا بالجنة تحث أقدامه لكن يفوتن الفرصة. وهم الذين يضعوا حدا لحياتهم, إن من ينتحرا ليس بالضرورة إنسان يكره الحياة. بل أنه يحبها بشدة، غير أنه لم يجدها كما كان يتمناها. فالانتحار أكثر توثر لدى الرجال والنساء, وخصوصا منطقة الجنوب الشرقي الذي لا يحتضن ولا يحمي أبنائها من الاضطرابات التي يعشها لن يكون سوى آفة اجتماعية ونفسية و تكون فردية أحيانا، قد توصد الصخور من نور الحياة بحسرة ودمعة حزينة لدفن فراش التراب ويترك خلفه ألم للوالدين دون أن يعرفوا السبب الحقيقي وراء الانتحار, لا يحاول الانسان الانتحار إلا حين يصاب بالهذيان .السؤال الذي يطرح نفسه. هل ينبغي النظر إلى حالة الانتحار في منطقة الجنوب الشرقي في جميع الحالات بوصفه نتيجة الاضطرابات النفسية والفقر الذي تربطه المنطقة هو السبب الرئيسي وراء كل منتحر ام أن نقص في العلم او عدم الوعي الذي يسود المنطقة بشكل كبير؟ قد نعتبر منطقة الجنوب الشرقي هي من تحتل الرتبة الاولى في الانتحار خلال اواخر سنة 2019 وبدابة عام جديد الذي لا نرى فيه سوى الاسواء إلى حد الأن. هل نلجأ إلى معرفة السبب الذي وراء كل من يفكر الانتحار أم جعله مرضا في المنطقة. فالانتحار في الجانب الاسلامي هو: قتل الشخص نفسه عمدا، ويعد جريمة ومعصية يأثم فاعله، وهو حرام اتفاقا، بأدلة من فالنفس ملك لله، والحياة وهبها الله للإنسان، فليس له أن يستعجل الموت بإزهاق الروح؛ لقوله تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم)، لأن ذلك تدخل فيما لا يملك، حفظ النفس أحد الكليات الخمس في الشرع الإسلامي، وتؤكد تعاليم الدين الإسلامي على أن الإنسان في هذه الحياة في مرحلة عابرة، وأن الحياة الحقيقية هي الحياة الأخروية التي يجازى فيها الإنسان يوم يقوم الناس لرب العالمين، فإن الإسلام يحيث على الصبر على طاعة الله وفي مواجهة الحياة وما يعرض للإنسان من متاعب بروح الإيمان بالله واليوم الآخر، والتسليم لأمر الله وقدره، وعدم الجزع، ولا اليأس من رحمة الله، وأن الله يجازي العباد في الدار الآخرة، كما أن مفهوم الحرية الشخصية؛ لا يتجاوز حدود العبودية لله رب العالمين. فالموت ليس خلاصا من الحياة، وهي لا تنتهي به، وعقوبة القاتل نفسه لا تتحقق إلا في الحياة الأخروية، إذ لا يمكن للناس معاقبة شخص ميت. الانتحار من كبائر الذنوب، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحسباه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ). وفي الاخير لا أحيا كي أموت منتحرا بل أجعل وقت رحيلي يوم أردني ربي أن أذهب إلية حين تكون نهاية حياتي في هذه الدنيا فأخرج من هذه الحياة كي أعيش في لحظة أخرى وهي من يتمناه كل إنسان وهي الجنة العالمين. كلام الآخر لأهل الجنوب الشرقي كفى من الانتحار فهناك أناس ينتظرونك أن تسعدهم وأنت تضع حدا لحياتك دون ورائك أي أثار عار على أهل منطقتي لقد احتلنا المرتبة الاولى في الانتحار. يموت الحصان ويبقى سرجه، ينتهي الإنسان ويبقى اسمه متداول بين الناس. نقطة نهاية أتمنى أن نجد حل للانتحار في الجنوب الشرقي..