تفيد الدّراسات الحديثة أنّ نصف مليون شخص ينتحرون سنويّا أي بمعدّل منتحر لكلّ دقيقة تمرّ، وأشارت الدّراسات إلى تزايد الانتحار بين الشّباب وهذا يدلّ على تفاقم تزايد مشكلات الشّباب التّي تؤديّ إلى الانتحار. من الصّعب وضع أسباب محدّدة للانتحار فهو سلسلة أفعال يقوم بها الفرد محاولا تدمير حياته بنفسه دون تحريض من أحد آخر وتعتبر الاضطرابات النّفسية والعصبيّة والذّهنية من المسبّبات الرئيسيّة للانتحار. ومن المهمّ جدا تقديم يد العون والمساعدة للأشخاص المعرّضين لخطر الانتحار وخاصّة إذا كانوا من فئة الشّباب عصب الحياة والمجتمع. إنّ إقدام شبابنا على الانتحار لا يأتي من فراغ بل تتعدّد العوامل ومن أهمّها: الأزمات المالية ، الفاقة والفشل العاطفيّ وخاصّة خاصّة الفراغ الرّوحي وقلّة الإيمان باالله سبحانه وتعالى ،قال سبحانه:﴿وَلا تقْتلوا أنفُسكُم إنّ الله كَان بِكم رَحيما﴾ وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسُمّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيهاأبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً “متفق عليه. وفي الحديث الآخر "من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذباً فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر في شيء لا يملكه"، وروى البخاري في صحيحه قول النبي صلى الله عليه وسلم "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعنها في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار". وروى الشيخان من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كان رجل به جراح فقتل نفسه، فقال الله: بدرني عبدي بنفسه، فحرمت عليه الجنة". ومهما كانت الأسباب فالانتحار يبقى علامة دالّة على الجبن والهروب وعدم المواجهة والتّحدّي,