تعاني الكثير من المدن المغربية من تفشي ظاهرة الباعة الجائلين، والتي تشغل حيزا هاما من ملفات وأجندات صانعي القرار في العديد من المدن المغربية، فإشكالية الباعة الجائلين لاتتعلق فقط بتقنين أوضاعهم، بل أكثر من ذلك فهي تعد ظاهرة سوسيو إقتصادية، تخلق فجوة مؤسساتية بين الباعة الجائلين ومؤسسات الدولة. ومن هذا المنطلق لايسعنا إلا أن ننوه بالدور الفعال الذي لعبته السلطات الإقليمية والمحلية بخريبكة، في سبيل تحرير الملك العمومي، مع التركيز على إيجاد بدائل للباعة الجائلين الذين تم ترحيلهم للسوق النموذجي 20 غشت بخريبكة، وأسواق أخرى في طور الإنجاز لبائعي الخضر والفواكه، تضمن لهم كرامتهم وتجعلهم تجارا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، ورغم المجهودات المبذولة يبقى التساؤل المطروح هو وجود أزيد من 20 ألف دكان تجاري فارغ بالمدينة لم يتم إستغلاله من طرف هؤلاء الباعة الجائلين؟ رغم إطلاق مبادرة دعم حاملي المشاريع من طرف البنوك والمؤسسات المالية، والتي توفر قروض بفائدة لاتتعدى 2%، ستسمح لحاملي المشاريع بخلق محلات تجارية بمجموعة من الأحياء، كما ستخول لهم التسجيل في سجل التأمين الإجتماعي كتجار. لكن للأسف تبقى محدودية التفكير في حلول بديلة، من أبرز العوائق بالإضافة لعدم الرغبة في استباق المبادرة الفردية أو الجماعية لهؤلاء الباعة الجائلين، في ظل هاجس الفشل في إنجاح مشروع فردي أو جماعي، ومن بين الهواجس التي تعيق إمكانية أخد المبادرة لمجموعة من الباعة الجائلين، هي لأراء المبنية على اسس واهية، والتي يتم تداولها دون أسس علمية، أو تجارية، أو إجتماعية. ومن أجل أخد المبادرة وفق الضوابط الإقتصادية، لا حرج أن يطرق المرء باب الغرف الإقتصادية، والمؤسسات المالية، وزيارة العديد من المحلات التجارية التي أخذ أصحابها البادرة وساهموا في خلق مؤسسة إقتصادية إنطلاقا من محل تجاري كائن بحي سكني. فكسب رهان تنمية المدن المغربية مرتبط اليوم بأخذ المبادرة الإقتصادية، من اجل هيكلة قطاع الباعة الجائلين من أجل مدن خالية من الشوائب. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة