يكشف مسار الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون وتصريحاته اثناء الحملة الانتخابية ان هي عقليته ادارية محضة بالنظر الى مساره المهني في ادارة ورئاسة مجموعة من القطاعات الادارية والولايات بالجزائر، رغم انه انتهى وزيرا اولا في العهدة الاخيرة لبوتفليقة. وبخصوص الوزير الاول المكلف والمعهد له حاليا من طرف الرئيس تبون بتشكيل الحكومة السيد عبد العزيز جراد، فان استقراء مساره المهني يتبن منه انه شغل سابقا منصب مستشار دبلوماسي في عهد علي كافي ثم منصب أمين عام للرئاسة في عهد الرئيس زروال، فمديرا للمدرسة الوطنية للادارة لمدة خمس سنوات. بمعنى أن مساره يمزج بين الديبلوماسية والسياسة والادارة. فهل يتوفق الوزير الاول المكلف بتشكيل الحكومة السيد عبد العزيز جراد من كبح اندفاع وعناد الرئيس تبون بسبب توجهه الاداري المجرد والعاطفي؟. الشيء الذي جعله يدخل اثناء توليه رئاسة الوزارة في عهد عبد العزيز بوتفليقة في صراع مع رجال الأعمال في الجزائر، ومحيط بوتفليقة آنذاك، والذي كان سببا مباشرا لاعفائه من طرف بوتفليقه بعد تعيينه وزيرا اول لمدة شهرين فقط. والتساؤل الآن مطروح عن كيف يمكن احداث توازن بين عقلية وتصرفات وتوجهات رئاسة الجزائر ونفس الشيء بالنسبة لرئاسة اركان الجيش الذي تولاه شنقريحة صاحب التوجه التقني والمهني فقط، لما لجهاز الحيش امن دور وتاثير كبيرين على الرئاسة في تعيينها وضبطها وعملها واستمرارها، وفي رسم قراراته وتحديد مستقبله. أكيد أن الوزير المعين عبد العزيز جراد سيتواجد بين مطرقة وسندان الرئيس تبون ذو التوجه الاداري والانفعالي المحض، وتأثير رئاسة اركان الحيش التقنية والمهنية المحضة ايضا. وهو ما يطرح السؤال حول دور الوزارة الاولى في الجزائر . هل يمكنها الصمود امام الجهازين وتحقيق قدر من الاستقلالية؟. وتكون قوة مفرملة لاندفاع الرئيسي وتقنية رئيس اركان الجيش؟ او تابعة لهما؟. كل الادلة والقرائن تعطي احتمال أكيد أنها مؤسسة مجرورة .وهو ما يجعل عربة الجزائر على حافة الصعوبات داخليا وخارجيا. * محامي بمكناس / خبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء ومحلل سياسي. جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة