قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني والمحلل السياسي عبد الرحيم المنار اسليمي، إن الجنرال شنقريحة الذي عينه عبد المجيد تبون رئيس لأركان الجيش خلفا للقايد صالح، أخطر من هذا الأخير لأن لديه نزوعات عدوانية أكبر اتجاه المغرب. وأضاف اسليمي في تصريح لجريدة “العمق”، أن الجنرال شنقريحة له تأثير كبير على قيادات البوليساريو ويميل بشدة إلى دفع البوليساريو إلى الحرب مع المغرب ،لذلك ،فالوضع في الجزائر خطير اليوم ومفتوح على كل الاحتمالات داخليا وخارجيا. غموض سجل المتحدث وجود غموض كبير يحيط بوفاة قائد الأركان الجزائري القايد صالح، الرئيس الفعلي للجزائر منذ الإطاحة ببوتفليقة، حيث أشار إلى أن السلطات الجزائرية مرتبكة منذ ثلاث أيام لما ألغى عبد المجيد تبون أول نشاط له لأسباب مجهولة. يتضح الآن، بحسب رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني أنها مرتبطة بحادث موت القايد صالح وبداية ترتيب السلطة داخل الجيش والرئاسة بعد وفاته، لذلك قد تكون وفاة القايد صالح قد وقعت منذ ثلاث أيام، ويظل السؤال هل الوفاة كانت طبيعية؟ فرضيات وبحسب المتحدث، توجد فرضيات تخلق نوعا من الغموض حول وفاته بشكل طبيعي حيث يلاحظ أن بيان الرئاسة متناقض بين تصريحه أن القايد صالح مات في بيته وبين الإشارة الواضحة في نفس البيان أن القايد صالح نقل إلى مستشفى عين النعجة بعد إصابته بوعكة صحية. وأضاف أن القايد صالح قوبل بمعارضة من داخل المؤسسة العسكرية بعد اختيار عبد المجيد تبون رئيسا بدل ميهوبي، حيث عارض الجنرال بوعزة واسيني والجنرال قايدي التعيين الانتخابي لتبون من طرف القايد صالح الذي كان تحت ضغط أبنائه الذين اختاروا تبون نظرا لوجود مصالح اقتصادية بين أبناء القايد صالح وعبدالمجيد تبون. ويزداد الغموض أكثر، يقول اسليمي، مع انتشار معلومات عن صراع بين القايد صالح والجنرال بوعزة واسيني مدير الأمن الداخلي بعد محاولة القايد صالح التخلص من الجنرال واسيني نتيجة معارضته تعيين عبد المجيد تبون، لذلك يحيط الكثير من الغموض بوفاة القايد صالح الذي يعتقد الكثير من الجزائريين انه انفرد بالسلطة بعد تنصيبه لعبد المجيد تبون كواجهة مدنية لحكم القايد صالح. وضعية أصعب واعتبر اسليمي أنه بموت القايد صالح تكون الجزائر دخلت في وضعية أصعب من ما وقع منذ 22 فبراير، لأن الرئيس تبون ضعيف الشرعية والجيش متصارع داخليا، وتعيين تبون للجنرال سعيد شنقريحة سيكون موضوع خلاف داخل مكونات الجيش نفسه، لذلك تدخل الجزائر وضعية مرتفعة المخاطر في الداخل الجزائري والمحيط الإقليمي، لأن الجيش الآن بقدر ما هو مختلف قد يعمد إلى قرارات طائشة في الداخل لحماية الرئيس تبون المطعون في شرعيته الانتخابية. وأوضح المحلل السياسي المذكور أنه من المتوقع أن تكون الجمعة 45 قوية وقد تحدث فيها اصطدامات كبيرة بين الجيش والشارع ،فالجنرال سعيد شنقريحة سيكون أمام أول اختبار لحماية للرئيس الضعيف عبد المجيد تبون. جنرال حربي ونبه اسليمي إلى أن شنقريحة جنرال حربي ليست له تجربة في علاقته بالسياسة وسيحاول فرض نفسه بالقوة أمام وجود خلاف حوله داخل المؤسسة العسكرية نفسها ،من الواضح أن تبون وشنقريحة يتسلمان السلطة في مرحلة فراغ كبير بالجزائر بعد وفاة القايد صالح الجامع لكل السلطات طيلة عشرة أشهر. وشدد على أن كل الملفات ستعود إلى الواجهة ،فلن تستطيع الجزائر السير في نهج المحاكمات وقد يعود بقوة انصار توفيق مدين وطرطاق الموجودين داخل الجيش كما أن موت القايد صالح يغير التوازنات لصالح الحراك لأنه لا احد يمكنه ان يواجه الشارع الجزائري اليوم بحجة الشرعية التاريخية وثورة نونبر.