أجمع وزراء واقتصاديون، على أن البنوك التشاركية في المغرب ستكون لها خصوصية، مؤكدين أن ذلك لا يمنع من أن للتجربة تحديات ستواجهها، رغم تلك الخصوصية، وذلك خلال الندوة الدولية حول "البنوك التشاركية وأدوات المالية الإسلامية: الخصوصية المغربية"، التي نظمتها الجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي صباح اليوم الخميس بالرباط، كما دعوا إلى تجاوز ذلك عبر مشاركة الجميع من أجل إنجاح هذه التجربة. وفي هذا الإطار قال الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل نجيب بوليف، إن الخصوصية المغربية في مجال البنوك التشاركية، هي خصوصية طُبعت بالتآني فيه كثير من الحيطة، مؤكدا أن النموذج المغربي اليوم هو على عتبة البدء وأمامه تحديات عديدة، مرتبطة بالرؤية الرشيدة عند المؤسسات العاملة والتي "من شأنها أن تعطينا المنحى الرئيسي الذي من خلاله نحكم على هذه التجربة" يقول بوليف. وأضاف بوليف خلال اللقاء ذاته، أن من بين التحديات أيضا، الموارد البشرية، كما أن هناك العديد من التساؤلات على النموذج المغربي في ارتباط بقانون الأبناك، موضحا أن هذه الموارد يجب أن تنفتح على الصعيد العالمي، كما أن هناك اجتهادات يجب أن يقوم بها المغرب من خلال بنك المغرب، إذ "يتوقع بلوغ حجم معاملات البنوك الإسلامية نحو 10 مليار درهما بحلول سنة 2018". ومن جهته، قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي، إن البنوك التشاركية مهمة ولها تميز عن غيرها، مؤكدا أن أهم تحدي سيواجه هذه التجربة هو التنافسية، "وأتمنى أن يدخل السوق من يؤمن بالقضية وليس الربح" يقول الدادودي. ومن جهة أخرى، أكد رئيس مجلس الإدارة الجماعية لدار الصفاء للتمويل يوسف بغدادي، أن هناك 4 تحديات أمام الأبناك التشاركية، والتي تتمثل بالأساس في التعريف بالمنتوجات الإسلامية وهي مسؤولية الجميع سواء الأبناك التي ستأتي للدعاية أو بنك المغرب أو وزارة الاقتصاد والمالية. وأردف البغدادي خلال اللقاء ذاته، أن من التحديات التكوين الصحيح والمميز، والذي يرتكز على التكوين الميداني، بالإضافة إلى المطابقة الشرعية، التي تتحدد في مطابقة المنتوجات مع الشريعة الإسلامية، وأخيرا التنافسية مع البنوك التقليدية. واعتبر الأمين العام لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية حامد حسن ميرة، أن المغرب له خصوصية ايجابية، وهو بوابة التمويل الإسلامي في إفريقيا، مضيفا أنه استفاد من التجارب السابقة، و"نرجو أن تكون له بصمة في هذه التجربة للارتقاء بها في تحقيق الحكمة والعدل" يقول المتحدث ذاته.