تناولت مداخلة الدكتور محمد فتحي في إطار ندوة حول موضوع “السردي والشعري في القصة القصيرة جدا..قراءات في متون مغربية”، شعرية الق ق ج من وجهة نظر لسانية. واستهل حديثه بطرح فرضيتين، الأولى تفيد أن شعرية ق ق ج هي المحدد الأبرز لخصوصيتها وتميز جيناتها الإبداعية، أما الحدث والشخصيات والحبكة والسرد والقصة والزمان والمكان فهي قواسم مشتركة بين القصة والرواية وغيرها من الأشكال السردية. والفرضية الثانية تخص إمكانية توظيف أدوات تنتمي إلى حقول مختلفة كالشعر والتشكيل والسرد والموسيقى في دراسة قضايا شعرية ق ق ج. وبذلك نسعى لاستثمار بعض مفاهيم وأدوات لسانيات النص والخطاب، مفاهيم نحو النص بما فيه نحو النص السردي grammaire de texte narratif ، وبعض مفاهيم نظريات الشعرية وحقل الأصوات والموسيقى والرسم والتشكيل فضلا عن أدوات البلاغة الجديدة. كما أضاءت مقاربات فتحي عدة جوانب في نصوص لمبدعين مغاربة مثل علي بنساعود ومجموعته “حائك العتمات”، حميد ركاطة ومجموعته “ذكريات عصفورة”، وعزالدين ماعزي ومجموعته “قبلات في يد الهوى”. ومما جاء في مداخلة الناقد: “تتمثل شعرية قق ج في مجموعة من إجراءات التشكيل اللغوي والأسلوبي توظف آليات متعددة قوامها الخرق والمفارقة والترميز، تشكل مظاهرها وتجسد جيناتها المحددة لهويتها الإبداعية والجمالية، إن ملامح شعرية هذا النوع الأدبي لصيقة بخصائصها النصية، تحتاج لمهارات وطاقة حيوية في التشفير في الإنتاج والتأويل في التلقي. من مظاهر شعريتها أيضا حواريتها بين النص / خارج النص، ومن خلال التناص والانفتاح والهدم وإعادة البناء على مستوى اللغة والرؤيا والعوالم السردية. يحتاج تطوير تجربة القصة القصيرة تعميق قراءة منجزها النصي والانفتاح على التجارب العالمية الرائدة.” يشار إلى أن الندوة المذكورة كانت في إطار برنامج اليوم الثاني(4نونبر الجاري) من الدورة الثالثة من ملتقى فاس للقصة القصيرة جدا، التي احتضنها المركب الثقافي الحرية أيام 3، 4و 5 نونبر الجاري، ونظمتها جمعية مسارات للتنمية والمواطنة-فاس- بشراكة مع جمعية أكورا للثقافة والفنون، وبدعم من وزارة الثقافة.