بعد التعديل الحكومي خرج الكثير من الذين يدعون أنهم محللين سياسيين وكذلك الذين يدعون أنهم أقلام صحفية وهم يحللون بآرائهم الخاصة ،وهذا مسموح لأي إنسان أن يعبر عن ما يحس به لكن عليه أن يعرف ويتعلم شروط اللعبة السياسية والقواعد التحليلية لفهم معنى السياسية فقد يكون المحلل أستاذا جامعيا أو كاتب رأي مثلا ولكنه ليست لديه خبرة سياسية شاملة أو تكوينا سياسيا ،فحينما نسمع أو نشاهد رجال يحللون أو يقدمون أنفسهم بأنهم محللون سياسيون ،يصرحون على أن الشعب المغربي يطالب بتقليص الحكومة أو تغيير الوجوه الوزارية ،هذه ليست من الشعب المغربي لأن الشعب المغربي لا يريد التقليص الحكومي أو تغيير الوجوه الوزارية ، بل يريد من الأحزاب السياسية أن تتعلم كيف تتعامل مع تدبير الشأن العام وكيف تتعامل مع الشعب المغربي الذي تنتمي إليه ،أولا إذا كانت الدولة بمفهومها لا تعاقب وتحاسب المسؤولين سواء الذين يعتبرون أنفسهم سياسيين أو المسئولين الحكوميين عن الفساد المالي أو عن خرق القانون الذي به تتقدم الدول ،وعن عدم تدبير الشأن المحلي ،لان الحكومة بمفهومها هي المسؤولة الأولى أمام الشعب عن فشلها أو بنجاحها ،هي المسؤولة الوحيدة على هذا الشعب الذي أصبح الآن بين مطرقة الحكومة وسندان البرلمان ،فلا يعقل أن يصوت الشعب المغربي على أفراد من أجل أن يسيروا أعمالنا وتدبير شؤوننا أن ينهشوا لحمنا ويسرقوا أموالنا ،ألا تكون هاته الحكومة هي التي صدقناها وصوتنا عليها وهم إخواننا وأخواتنا ويصلون ويصومون معنا ثم يسرقوننا ،لست أدري كيف يمكن لهؤلاء أن يكونوا منا وأمناء علينا ،لا أعتقد أن عرق من يسرقنا ويفسد في تدبير شؤوننا أن يكون منا وحاشا أن يكون من دولتنا لأن دولتنا لها تاريخ عريق جدا ولها قواعد ملكية متينة ولها مجاهدين ومناضلين كانوا يدافعون عن هذه الدولة منذ قرون ، حاشا أن تكون هذه الحكومة أو الحكومات السابقة تمثل المغرب تمثيلا جيدا . أيها السياسيون أستحلفكم بالله أن ترحموا هذا الشعب واتركونا فنحن نعرف كيف ندبر هذا الوطن ، نحن وملكيتنا نعرف كيف نحمي هذا الوطن ،لان الدولة المغربية ينقصها رجال لهم غيرة على دولتهم ولهم روح قتالية فكرية من أجل أن نواكب من سبقونا في التنمية البشرية والاقتصادية . فلو أخذنا مثلا الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها قرنين وثلاثين سنة وهي الآن أعظم دولة وليس لديها عرق وليس لديها ديانة عربية أو إسلامية ونأخذ مثلا ثاني إسرائيل في ظرف ستون عاما أصبحت دولة متقدمة ،كيف ؟ ألم نسأل أنفسنا كيف تقدمت هاته الدولة ؟ ثم الصين ، اليابان ،كوريا ،الهند ،إثيوبيا وغيرها من الدول … فلماذا نحن نظل متأخرين خاصة نحن المطلين على أوربا … المغرب ،تونس ،الجزائر موريطانيا ..ألم يحن الوقت لنتحد معا من أجل اتحاد المغرب العربي ؟ ألم يحن الوقت لتنهض الأحزاب السياسية وتطالب بتحقيق هذا المطلب. نقطة أخرى يتحدث عنها الذين يدعون بأنهم محللين سياسيين وصحافيين ، يتحدثون عن دعوة المغرب لجلب الاستثمار الأجنبي وكأن هذا الاستثمار الأجنبي هو سبب تقدمنا فهذا خطأ فادح لأن الاستثمار الأجنبي هو بمثابة استعمار أجنبي ،فالمغرب يحتاج إلى استثمار داخلي حيث يجب على الأحزاب السياسية أن تفتح مجالا في الاستثمار الفلاحي المغربي ونستثمر في الفلاحة المغربية والصناعة التقليدية ونطورها بشكل جيد لتصبح صناعة متطورة ،فالفلاحة هي أساس دولتنا يجب على المسؤولين أن يفكروا في دعم الفلاح المغربي ثم دعم الصناعة التقليدية وتسويقها إلى الخارج ثم دعم السياحة الداخلية والمواطن المغربي عليه أن يكون الرقم الواحد في السياحة الداخلية وبثمن منخفض فهو له الحق في سياحة بلده ولهذا يجب إعادة النظر في سياستنا وفي أحزابنا التي يجب إعادة النظر داخلها وإعادة تأهيل أطرها ومناضليها ، إن الحكومة المغربية ليست لديها برامج مستقبلية بقدر ما لديها برامج ترقيعية ولا أظن أنها ستنجح بالترقيع وإنما يجب أن تكون لديها برامج مستقبلية وهذا رأيي ولكم واسع النظر .