تحية انسحابية.. ملؤها المودة والتقدير أما بعد، إخوة الانسحاب، لا تنابزوا بالانسحاب بعد االيوم، فكل واحد منا انسحب ذات يوم، ومن لم ينسحب البارحة أو اليوم، فسينسحب غدا. انسحبنا ذات يوم من ملعب الحي، شعثا غبرا، لأن حكم المقابلة أو كبير الفريق الآخر رفض إقرار ضربة جزاء أو ضربة خطأ أو لمسة يد.. أو لأن مالك الكرة مدلل أكثر من اللازم. انسحبنا من السياسة لأننا جنينا الخيبات غير ما مرة، وغنينا في الشوارع “الحكومات مشات وجات والحالة هي هي” “عليك لمان عليك لمان لا حكومة لا برلمان”، وهناك من أعلن انسحابه من غير أن تطأ قدمه أرض الملعب، فلا ثقة في الأفاعي وإن لانت ملامسها. انسحبنا من معارك شاركنا فيها في البداية بحماس، قبل أن يسقط اللواء أو تسقط العمامة، سأذكركم بالأقرب إلى يوم الناس هذا، سقطت إيديا قتيلة لأنها لم تجد مصلا بمستشفى المغرب الأقسى، فصرخنا، ونشرنا بيانات الإنكار والإدانة.. وانسحبنا، والموت مازال يسري لأن المصل لم يصل بعد. صفقنا لمقالات نيني (الطبعة الأولى).. واندهشنا لخرجات المهداوي.. وبصمنا بالعشرة على مقالات أنوزلا.. واستفزتنا مقالات لمرابط.. واستهوتنا مقالات الإفريقي… وانسحبنا بعد الاعتقال أو المنع أو التهديد. تابعنا المطالب الاجتماعية لساكنة الريف، التي دفعت لقاءها عمر أبنائها في السجون.. ناصرناهم، وبعد الأحكام والعسكرة انسحبنا. شبت نيران المقاطعة، فأحرقت ما استطاعت إليه سبيلا، فتهللت الأسارير، وقلنا إنه الوعي سيعيد بعث الطائر من رماده.. فانسحبنا دون إنهاء المعركة. ناهضنا التجنيد الإجباري.. وناهضنا القانون الإطار.. وناهضنا صندوق المقاصة.. وناهضنا التقاعد والتعاقد.. وانسحبنا