أكد الناشط الأمازيغي أحمد عصيد أن ممارسة الحريات الفردية مرتبط لدى المغاربة بالذنب، موضحا أن المغربي المتمتع بالحرية الفردية المتعلقة بالقيام بعلاقة رضائية يقول بعد الإقدام عليها “الله اعفو علي”، وكذلك الشأن بالنسبة للشارب للخمر فتجده يردد “الله اغفر لي”. جاء ذلك خلال ندوة علمية نظمتها حركة “ضمير”، حول موضوع “الحريات الفردية: بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية”، اليوم الخميس 4 يوليوز 2019، ويستمر ليوم غد، بقاعة المحاضرات بالمكتبة الوطنية بالرباط. وأضاف الناشط الحقوقي أن الدولة تساهم في تغذية التيار العام لتصور المغاربة للحريات الفردية بهذا الشكل، موضحا أن الرابطة التي تربطنا بالدولة المغربي هي رابطة المواطنة وليس الرابطة الدينية، منبها إلى أن الدين يتم توظيفه سياسيا واجتماعيا وفكريا. ورأى الفاعل الحقوقي أن تمثل الحريات الفردية عند المغربي تتراوح بين كونها فوضى لعدم استجابتها لمعايير الإرث الفقهي، وبين كونها انحلالا أخلاقيا رغم أن المغرب حسب التقارير تتفشى فيه ظواهر الغش وعدم الأمانة وآفات أخرى. ودعا عصيد إلى الشجاعة قصد تغيير النظام التربوي، الذي رأى أنه جعل المغرب أضحوكة أمام العالم، مشددا على ضرورة قيام المسلمين بثورة ثقافية وتغيير القوانين، وتكوين الكتلة الديمقراطية القادرة على فرض التغيير. وأشار أستاذ الفلسفة إلى أن الواقع متغير لكن الفقيه لا يتغير بسبب عكوفه على نصوص ثابتة، مضيفا أنه بعد سقوط الخلافة خلفت إرثا كبيرا احتفظت به الدول الوطنية وأنتجت قوانين موازية وهو ما أدى إلى ظهور مفارقات عدة. وطالب الأستاذ والباحث إلى احترام الحريات الفردية وعدم فرض الأنماط والمعايير على الأفراد، منبها إلى أنه عندما يصير الدين نظاما عاما يتحول إلى سلطوية، وبالتالي يحجر على الناس حرياتهم، موضحا أن تحرير الأفراد ينطلق من خلال تعليم حر. وذكر عصيد أنه قبل عام منعت السلطات ندوة حول الحريات الفردية في الدارالبيضاء بشكل وصفه ب”الغبي”، منتقدا إقدام الهاكا على معاقبة إذاعة خاصة بسبب فتحت المجال للشباب للحديث عن علاقتهم الجنسية، موضحا أن ذلك تم في وقت ترفض الهاكا شكاياتهم حول انتهاء حقوق الإنسان. وأفاد المتحدث أن موضوع الحريات الفردية موضوع متعلق بالتفكير في الحرية حسب التحولات المجتمعية الجاري، منتقدا ترديد الإسلاميين مقولة ليست هناك حرية مطلقة، موضحا أن الحرية المطلقة ليست إلا متخيلة لا يمكن الوصول إليها. واعتبر الفاعل الحقوقي أن الحريات الفردية مرتبطة بالفرد، وإذا غاب هذا الأخير غابت الحريات الفردية، موضحا أن أزمة شمال إفريقيا والمشرق هي غياب مركزية الفرد، مضيفا أن السعادة التي أنشأت الإمارات وزارة لها لا تنبع من الأموال والأبنية الفخمة وإنما من ذات الفرد وتصرفه دون ضغط الآخرين. وشارك في الندوة المنظمة بشراكة مع المكتبة الوطنية ومؤسسة فرريش ناومان الألمانية مجموعة من المثقفين والأكاديميين من قبيل التونسي يوسف الصديق، والمغاربة أمنة بوعياش، ومحمد عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص)، وامحمد جبرون، وممثل مؤسسة فرريش ناومان.