منذ صعود عزيز أخنوش أمينا عاما للحزب التجمع الوطني للأحرار توالت خرجاته وأنشطته وترأسه لمجموعة من المهرجانات الخطابية في مختلق مناطق المغرب، إلا أنه سرعان ما خفت وهج هذه التحركات والخرجات بفعل انعكاسات حملة المقاطعة التي شملت مقاطعة محطة الوقود افريقيا وربط إسمها بمالكها عزيز اخنوش وجعله في قلب الحملة. إن حملة المقاطعة واستهدافه جعلته يتراجع إلى الخلف في إنتظار هدوء عاصفة المقاطعة، مع ترويج أخبار عن تلقيه تكوينا في الخطابة والالقاء، اليوم من يتابع أنشطة الحزب يكتشف تغيير استراتيجية الحزب الذي اعتمدها ما بعد انتخابات 2016، استراتيجية كانت تحاكي استراتيجية باقي الاحزاب السياسية من خلال ترأس مجموعة من المهرجانات الخطابية في الساحات العمومية والقاعات الكبرى، اليوم يركز الحزب على تعبئة فئوية، حيت أصبح يعقد لقاءات مع فئات ذات اهتمامات واختصاصات مشتركة مثل عقد المناظرة الأولى لهيئة المهندسين التجمعيين وتأسيس الهيئة الوطنية التجمعية لقطاع سيارات الأجرة وقبلها عقد لقاء مع مغاربة الخارج بالمانيا ولقاء مع الطلبة التجمعيين. إن تتبع خطوات حزب التجمع الوطني للأحرار التي لم تعد تحظى بالمتابعة والتغطية الإعلامية الكبيرة سوى من الاعلام التابع للحزب، تكشف عن الاعتماد على تأسيس رابطات أو هيئات ومنظمات تجمع فئات تحمل هما ومشاكل مشتركة عوض الاعتماد على النزول للشارع والتواصل القريب مع المواطن ذو الاهتمامات والمشاكل المختلفة والمتنوعة، وهذا يدل على أن الحزب يراهن على فئة معينة داخل المجتمع انطلاقا من طبيعة الحزب وتوجهاته وطبيعة الأفراد الذين ينتمون إليه -رجال الأعمال-. إن التشظي الذي يعرفه المشهد السياسي والحقل الحزبي، والتمزق الذي يعرفه حزب الأصالة والمعاصرة، وما يعرفه حزب العدالة والتنمية من نزيف متواصل في رصيد مصداقيته والانتخابي، يبدو أن حزب التجمع والأحرار يحاول استغلاله واستثماره، لكن بخطى مغايرة عن ما نهجه الحزب ما بعد تشكيل حكومة الدكتور سعد الدين العثماني وما بعد الضربة الموجعة للمقاطعة. * باحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس