اختار الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حيكم بن شماش، الإكوادور، إحدى قمم جبال “الأنديز” ليوجه رسالة مطولة إلى مناضلي حزبه يدعوهم فيها لمزيد من الثبات والصمود والدفاع عن قيم الحزب، مهاما في الوقت ذاته من أسماهم ب”الأخطبوط” و”شبكة المليارديرات الجشعة”. وقال بنشماش، في رسالته، إنه يجب أن يكون هناك فرز موضوعي بين إرادتين، “إرادة السطو على مؤسسات الحزب وعلى رصيده النضالي وتوظيفه لتنمية الأرصدة المعلومة، وإرادة الشرعية وتصحيح المسار وإعادة تعريف مفهوم المسؤولية وتنقية عتبات الباب وجنبات البيت”. واعتبر أن هذه المعركة “نتشابك فيها مع قوة نشأت وترعرعت في سياق الانحرافات التي وقعت في صفوفنا؛ في غفلة منا أو بسبب تواطؤات لم يكن لأنبهنا وأشجعنا-باعتبار ازدحام أجندة الحزب بالمهام المعلقة وتعدد وتنوع ضربات الخصوم- القدرة على التصدي لها ،في الوقت المناسب، قبل أن تتغول وترتدي لبوس الشبكة أو الأخطبوط ذي الأذرع المتعددة”. وزاد، الأمين العام لحزب الجرار، أنه “من خلال تتبعنا لوقائع ومحركات وخلفيات هذه المواجهة؛ ومن خلال ما أظهرته، بصفة خاصة، تسجيلات اجتماع “السبت الأسود”، ووقائع” لقاء الدشيرة” الغريب عن الدشيرة، وما تبعه من “لقاء الخيمة” المائلة، وما سيظهر حتما في لقاءات قادمة. من خلال كل ذلك، ومن خلال أدلة أخرى سنكشف عنها في الوقت المناسب، أجزم بأن لهذا الأخطبوط رأس تتساقط وتتكشف أقنعته تباعا، رأس يتخذ شكل ما أجرؤ على تسميته بالتحالف المصلحي لبعض مليارديرات الحزب الجشعون”. وأردف، أن هذه المليارديرات “أبرز من يظهر منهم على المكشوف موزعون؛ من حيث المنشأ والامتداد، على مناطق طنجة والنواحي؛ الحسيمة والنواحي؛ بني ملال والكثير من النواحي آسفيمراكش والكثير من النواحي أيضا”، متسائلا: “ما الذي يجمع بين مكونات هذه الشبكة الناشئة؟ وما سر التحالف بين أقطابها؟”. واعتبر المتحدث، أن “جزءا كبيرا من الجواب على هذا السؤال الذي سنعود إلى تفاصيله لاحقا موجود في قسم الصفقات التابع للمجلس الجهوي بمراكشآسفي وغيره من الجماعات الترابية، كما أنه موجود أيضا في الصفقات العابرة للجهات والممتدة حتى ماربيا”. جزء آخر من مفاتيح “السر”، يضيف المتحدث “يكمن في حسابات تدبير الانتخابات المقبلة ، ليس من زاوية استراتيجيات وتكتيكات مواجهة خطر الولاية الثالثة ، ولكن من منطلق تدبير التزكيات المقبلة والطموح إلى التحكم فيها من خلال استعجال تنظيم المؤتمر لإفراز أمين عام “ماريونيت”. وتساءل بنشماش “لماذا يعضون بالنواجد على سرقة اللجنة التحضيرية، في تحد خطير للجنة التحكيم والأخلاقيات وفي استهتار بكل القوانين والأعراف ولماذا يستعجلون عقد المؤتمر الوطني في يوليوز كما صرح بذلك “المحامي” المستعد دوما لتحويل الأسود إلى الأبيض والأبيض إلى الأصفر وهلم جرا سفسطائيا منفلتا من عقاله؟”. وأكد، أن هؤلاء يريدون “أمين عام جديد مطواع وخنوع وتحت الخدمة كمدخل للتحكم في التزكيات لأنها مدرة للدخل المباشر الغزير الذي لا يجد طريقه لحساب الحزب البنكي؛ والذي ينفع لشراء الولاءات وصناعة “زعامات” قادرة على إحداث الضجيج. ولأنها المعبر الضروري نحو الجماعات الترابية بما تتيحه من عقد الصفقات وضمان تجديد الصفقات لفترة أطول”. وفي هذا الإطار، قال بنشماش، “اسألوا ذ.حسن بنعدي ليطلعكم عن سر رفض “بوجلابة” وإصراره على اجهاض فكرة إسناد رئاسة لجنة التنسيق بين رؤساء الجهات الخمسة للأخ علي بلحاج، كما أجهض حتى مجرد ندوة للاحتفاء بالذكرى الحادية عشرة لتأسيس حركة لكل الديمقراطيين!!!!)”، متسائلا، “كيف تشتغل شبكة المليارديرات الجشعة؟ وكيف تدبر معركة السطو على اللجنة التحضيرية واستعجال عقد المؤتمر في يوليوز؟”. وجاء في رسالة بنشماش إلى الباميين، “لا نحتاج إلى كثير عناء لفهم منطق المليارديرات؛ فإستراتيجيتهم “الذكية جدا” تتلخص، ببساطة، في ستة عناصر”، أولها بحسبه “يلزمها “خطاب” سياسي : وهم غير قادرين على إنتاجه ولذلك يكتفون بترديد شعارات فضفاضة على شاكلة التشبيب وتجديد النخب والاستجابة لنداء المستقبل المفترى عليه…”. ثاني هذه العناصر، بحسب الأمين العام لحزب البام “تلزمها “قيادات” ممن لم ينالوا حصتهم من الكعكة التي ألفوا الحصول عليها، أمثال “القائد المغوار” الحربائي المتقن لأسلوب “انتيفون” الغوغائي الذي شوه إرث سفسطائيي اثينا . رأس الحربة هذا الذي كان ينتظر إقالة الرجل الخلوق المخلص للحزب ذ.اشرورو من رئاسة الفريق البرلماني وتنصيبه بدلا منه ،أو أمثال ” ماكرون أكدال” الذي صدق أنه سوبر شاب وأكثر حضوة من الشباب الآخرين وأكثرهم استحقاقا لاحتلال مواقع القيادة…”. ويلزم من أسماهم بب”المليارديرات” عنصر ثاله هو “بعض الكتبة الجاهزون للدفع والاستلام والمستعدون لكتابة تدوينات ومقالات إنشائية تبشر ب” المستقبل” وتتغنى ب”ندائه” حتى ولو تتطلب الأمر سهر و”سمر” الليل والنهار. المهم هو الحصول على بعض الفتات!”. أما رابع هذه العناصر، يضيف بنشماش فهي “يلزمها بعض “الصحافيين” منتحلي الصفة الدخلاء بشكل مباشر، … بكل وقاحة على “صاحبة الجلالة” والمستعدين دوما للتلفيق والتزوير والتلميع..”، خامسا، “يلزمها بعض النشطاء في الفيسبوك، بأسماء معروفة وأخرى وهمية، متخصصون في السب والشتم وتشويه السمعة والتهجم على المناضلات والمناضلين”. وأبرز بن شماش، أن سادس هذه العناصر، “يلزمها تريتورات لاستدراج البسطاء من عمال المعامل والضيعات والأوراش وملئ بطون بعض الجياع، بتسخير أموال ضخمة في الاطعام والمبيت في الفنادق المصنفة كما حدث في أكادير وكما سيحدث بالتأكيد في بني ملال ، ما يطرح تساؤلات حقيقية عن مصادر هذا التمويل السخي”. وبحسب بنشماش، فإن “المفجع والمحزن في نفس الوقت أن هذا الأخطبوط “بما هو أخطبوط- ينجح في “قضم” واستدراج بعض الشرفاء والشريفات من مناضلينا ومناضلاتنا الذين اختلطت عليهم الأمور ممن نسجنا معهم علاقات الود والاحترام وتقاسمنا معهم القناعات والتطلعات في أن نمضي معا وسويا على درب بناء حزب لا ينشغل فقط بالانتخابات القادمة ، ولكن أيضا وأساسا بالأجيال القادمة”. “هؤلاء ممن قصر الأمين العام وتقاعس هو ورفاقه من المدافعين عن الحزب والمقاومين لجهود اختطافه عن التواصل معهم ومحاججتهم بالفكرة والحجة والدليل وباحترام حقهم المقدس في الاختلاف، هم من يعطي لرؤوس الشبكة بعض الأمد والأمل في الحياة”، يقول الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة. وخاطب المسؤول الحزبي ذاته، هؤلاء بقوله: “نحن مدينون لكم بالاعتذار على غياب أو ضعف تواصلنا معكم. لهؤلاء نقول أيضا: أيادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة. عودوا الى حضن مؤسساتكم وتعالوا نتعاون على معالجة ومداواة ما أصابها من علات وأمراض. عودوا ايتها الرفيقات والرفاق الأعزاء”. وزاد، قائلا: “عودوا فوالله وبالله ليس لدينا من أطماع في الكرسي .ليس لدينا من طموح يوجعنا ويقض مضاجعنا سوى أن يستعيد حزبنا قوته ووهجه كي يؤدي ويستأنف دوره التاريخي، إلى جانب من نتقاسم معهم الإيمان، قولا وفعلا، بقيم الديمقراطية والحداثة، ونتشارك معهم طموح تحصين وتمنيع وتطوير هذا الجزء الغالي من جغرافيا العالم الفسيح: المغرب الحبيب”.