طاطا إقليم يعيش على ترانيم الوجع، من فم الحصن إلى فم زكيد، لا تخفي مساحيق التجميل ندوب الزمانعلى وجهه، ولا مهرجان الواحات حجب نعيق الغربان فوق سمائه… قلنا لهم نريد التنمية والعيش الكريم، فقالوا إن لكم ما سألتم، فعجلوا ببناء محكمة تليق بنا، وبسجن محلي يأوينا، وباستقدام البوليس ليتعهدنا… طاطا على سعير الصيف تتلظى، من سمع أنينها؟ لم يسمعوها، ولن يسمعوها، العمالة فوق الجبل، عفوا في كوكب آخر، المجالس المنتخبة، بعبارة زين العابدين ” أنا فهمتكم” أما الرباط، فصدانا لا يصلها، فالبكاد يبلغ منعرجات أمسكرود. صاحب الجلالة السادة: وزير التربية الوطنية والي جهة سوس ماسة عامل إقليم طاطا رئيس جهة سوس ماسة برلمانيو إقليم طاطا رئيس المجلس البلدي رئيس المجلس الإقليمي مدير المكتب الوطني للماء والكهرباء مدير الأكاديمية الجهوية جهة سوس ماسة المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطاطا رؤساء جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ كل واحد من موقعه، هل بلغ إلى علمكم أن تلاميذ إقليم طاطا، يدرسون في أجواء، تتجاوز فيها الحرارة درجة التحمل، وهم صيام، ومنهم من يقطع كيلومترات على دراجة هوائية، ثم يلتحقون بأقسام، لا تقل درجة حرارتها عن الخارج إلا بقليل؟ ألا يستحق أبناء هذه الرقعة مكيفات هوائية؟ عن أي تكافؤ فرص نتحدث، في ظل غياب العدالة المناخية بين طنجة وطاطا؟ أيستوي من اجتاز الامتحانات الوطنية أو الجهوية في أجواء باردةومن اجتازها في أجواء حارة؟كم ستكلف هذه المكيفات إن تضافرت جهود الشركاء؟ أينبغي انتظار حادثة مدرسية، لا قدر الله، للالتفات لهؤلاء التلاميذ؟ سكان طاطا، تشوى جلودهم، وجيوبهم، فهل من منقذ؟ كيف يعقل الإبقاء على تسعيرة الكهرباء نفسها في أشهر الصيف، التي تعرف طقسا شديد الحرارة، يتساوى فيها ليل طاطا بنهارها في أيام عديدة، وزد على ما سلف الظروف الاجتماعية لمعظم الساكنة؟ فما أشبه ساكني المناطق الطاردة ، مثل طاطا، بالجنود المرابطين في الحدود، غير أنها لا ينعمون بأي دعم!