وقع 90 عضوا من اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة، الأحد، بيانا بعنوان “الشرعية والمسؤولية”، اعتبروا فيه أن عملية انتخاب سمير كودار رئيسا للجنة عملية غير شرعية، مؤيدين بذلك رواية الأمين العام للحزب حكيم بنشماس. ويمثل الموقعون الأغلبية المطلقة من أعضاء اللجنة التنفيدية، وأبرزهم محمد الشيخ بيد الله، والعربي المحرشي، وبلفقيه سمير، وابتسام عزاوي، وحازب ميلودة، وخالد أدنون. وقال الموقعون إن اجتماع اللجنة عرف “إنزالا للعديد من الأخوات والإخوة الذين ليسوا أعضاء في اللجنة التحضيرية، كما أنه تم تسجيل العديد من الممارسات المنافية لأخلاقيات العمل الحزبي وضوابطه، لعل من بينها اقتحام قاعة الاجتماعات بالقوة قبل انطلاق أشغال الاجتماع، وتسييد ممارسات تسيء لأدبيات الحزب وشعاراته”. واعتبروا ” تنصيب أحد المرشحين لنفسه (سمير كودار) رئيسا للجنة التحضيرية بعد رفع الجلسة من طرف الأمين العام مسألة غير شرعية، كما أن الاستحواذ على المنصة من قبل “رئيس” المكتب الفيدرالي رفقة المرشح المذكور سلوك لا يحترم سلطة المؤسسات الحزبية، ويخرق قواعد العملية الانتخابية والسلوك السياسي السليم، وهو ما يستوجب المحاسبة وفقا للضوابط التنظيمية والتأديبية والسياسية”. وأشار البيان إلى الخلاف الذي تفجر في اجتماع اللجنة “بخصوص بعض المواد الواردة في النظام الداخلي”، قائلين إن بنشماس رفع الجلسة التي لم تحسم في أي شيء. واعتبروا رواية تيار عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري ترويجا “لمغالطات إعلامية لا أساس لها من الصحة. وهي مناسبة لكي نعبر عن أسفنا العميق لما آلت إليه الأوضاع التنظيمية بالحزب نتيجة المصادرة الممنهجة لوظائف المؤسسات الحزبية، والإصرار على خرق القوانين التنظيمية للحزب في مناسبات متعددة”. وأيد الموقعون رواية بنشماس قائلين إن “بلاغ السيد الأمين العام الصادر بعد رفع جلسة التصويت يعتبر ذا حجية قانونية ومؤسسية وسياسية. ولا يحق لأي جهة كانت تنصيب نفسها ناطقة باسم اللجنة التحضيرية دون تحقق شرط الانتخاب الوارد في القانون”. وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد عقد اجتماعا للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، يوم السبت 19 ماي 2019 بالرباط، وعرف خلافات حادة بين الحاضرين، انتهت بانسحاب تيار الأمين العام للحزب حكيم بن شماس، وانتخاب كودار رئيسا للجنة. وفي روايته لما حدث، أكد الأمين العام للحزب حكيم بن شماش أنه أعلن رفع الجلسة لاجتماع لاحق سيتم تحديد تاريخه في اجتماع طارئ للمكتب السياسي، متهما البعض بما سماه ب"خلق بلبلة أفضت إلى إعدام كل الشروط الموضوعية والسليمة لمواصلة أشغال الاجتماع". أما رواية بلاغ رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فأكدت أن الأمين العام اقترح انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية بالاقتراع العلني، مضيفا أن سمير كودار قدم ترشيحه لهذه المسؤولية، ونال ثقة الأغلبية الساحقة من أعضاء اللجنة، وعلى إثر ذلك انسحب الأمين العام. يذكر أنه في ظل صراع الأجنحة داخل حزب "الجرار"، أصدر 5 من مؤسسي الأصالة والمعاصرة "نداء المسؤولية" من أجل إنقاذ الحزب، ويتعلق الأمر بحسن بنعدي، ومحمد الشيخ بيد الله، ومصطفى الباكوري، وعلي بلحاج ومحمد بنحمو. وعقب ذلك أصدر تيار فاطمة الزهراء المنصوري "نداء المستقبل"، داعيا إلى إقرار ديمقراطية داخلية، معتبرا أن أزمة البام "بنيوية"، وأن الصراعات الحالية التي تلازم الحزب في حركيته وتطوره تحول دون اعتماده أشكال ديمقراطية في معالجته للخلافات الداخلية.