في منعرج جديد، يعيش حزب الأصالة والمعاصرة مخاضا عسيرا في وضع يشبه الأوضاع التي تسبق حدوث انشقاقات في الأحزاب. اجتماع اللجنة التحضيرية التي تتكون من أزيد من 200 شخص، والذي أفضى إلى تزكية سمير كودار رئيسا لها، لم يلق اعتراف الأمين العام، عبد الحكيم بنشماس. بنشماس أعلن في بلاغ له صدر منتصف ليلة السبت/الأحد، أي بعد حوالي ساعتين من انتهاء أشغال اللجنة التحضرية، أن الصعوبات والعقبات (التي حدثت حسب زعمه في اجتماع اللجنة التحضيرية) .. أفضت إلى إعدام كل الشروط الموضوعية لمواصلة الاجتماع”.، وهو ما قاده إلى “رفع الجلسة لاجتماع لاحق سيتم تحديد تاريخه في اجتماع طارئ للمكتب السياسي”. موقف بنشماس أتى بعد انسحابه من الاجتماع عقب اقتناعه وتياره بأن أغلبية الأعضاء الحاضرين سيساندون في التصويت على منصب رئاسة اللجنة، مرشحا من تيار خصومه. لكن التيار المساند لكودار، استمر في العملية التي تشكلها مسطرة التصويت، بعد انسحاب بنشماس وتياره. بنشماس اعتبر انسحابه رفعا للجلسة، بعد شروع صباح أغلبية الأعضاء باسم كودار. ، غير أن خصوم بنشماس يَرَوْن أن مسألة انتخاب رئيس للجنة التحضيرية “قد انتهت” بحسب عبارة عبد اللطيف وهبي ل”اليوم 24″. وهبي قال إن المسطرة تمت، وأفضت إلى ما أفضت إليه، وأن ما عداها فهو مجرد “لغو”. ورغم أن التيار الذي ينتسب إليه وهبي، ويتشكل من محمد الحموتي وفاطمة الزهراء المنصوري، وأحمد اخشيشن، يرى أن المسألة “منتهية”، إلا أن خروج بنشماس بالبلاغ المذكور آنفا، يشكل مقدمة لصراع حاد قد يؤدي إلى وقوع سيناريوهات سيئة، كالانسحاب الجماعي من الحزب، أو الانشقاق. لكن هذه الوضعية الصعبة التي يدخلها الحزب الذي عانى منذ انتخاب بنشماس أمينا عاما له أزمات جمدت حركيّته السياسية، يرى تيار خصومه أنها “الفاتورة التي قد يدفعها بنشماس بارتياح إذا لم ينتخب مرة ثانية أمينا عاما”.