أعلن حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عن تأجيل انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب، بعدما تعذر على أعضاء اللجنة التحضيرية، البالغ عددهم 174 عضوا، التوصل إلى توافق بشأن إسم المرشح لرئاسة اللجنة وطريقة الترشيحه. وقرر الأمين العام ل "البام" رفع أشغال اجتماع اللجنة التحضيرية، المنعقد أول أمس السبت بالرباط، لاجتماع لاحق سيتم تحديد تاريخه في اجتماع طارئ للمكتب السياسي سيعقد خلال الأيام القليلة المقبلة. وسارع بنشماش إلى إصدار بلاغ في الموضوع، يوضح فيه أسباب تأجيل انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية، مشيرا إلى أن اللجنة التحضيرية للحزب عقدت اجتماعها الأول أول أمس السبت لانتخاب رئيسها، وهيكلة لجانها، وفقا للمقتضيات القانونية للحزب، "وبعد نقاش مسطري بشأن كيفية انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية، تلته مداولات مستفيضة تم تشكيل لجنة باقتراح من الأمين العام للتداول بغرض إيجاد المخارج العملية لتيسير هيكلة اللجنة التحضيرية". وأضاف البلاغ "وبالنظر للصعوبات والعقبات التي اصطدمت بها جهود ومساعي بلورة صيغة توافقية لهيكلة اللجنة التحضيرية، وبينما شرع الأمين العام في مباشرة مسطرة فتح باب الترشيحات بشأن رئاسة اللجنة، عمد البعض إلى خلق بلبلة، أفضت إلى إعدام كل الشروط الموضوعية والسليمة لمواصلة أشغال الاجتماع، بما في ذلك التطاول على اختصاصات الأمانة العامة للحزب". من جانبها، بررت خديجة الكور، الناطقة الرسمية باسم الحزب، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن حكيم بنشماش قرر رفع أشغال اجتماع اللجنة التحضيرية، في وقت متأخر من ليلة السبت والأحد، بعد نقاش لم يتمكن فيه أعضاء اللجنة التحضيرية الاتفاق على اسم من يرأس اللجنة. وقالت هذا الاجتماع لم تنضج فيه "شروط التوافق، ولا شروط انتخاب رئيس اللجنة التحضيرية، ولا المواصفات التي يجب أن يتوفر عليها من يرأس اللجنة التحضيرية"، مبرزة أنه بعد فشل التوصل إلى رئيس متوافق حوله، اقترح عدد من أعضاء اللجنة التحضيرية الاحتكام إلى التصويت على الرئيس، لكن هذا المقترح وصل بدوره إلى الباب المسدود بعدما اختلف أعضاء اللجنة حول طريق انتخابه. وعلمت "الصحراء المغربية" أن أشغال اللجنة التحضيرة توقفت بسبب اعلان عضو اللجنة، سمير كودار، المحسوب على تيار "نداء المستقبل" الذي تتزعمه فاطة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، عن رغبته في ترؤس اللجنة التحضيرية، وهو ما لم يتوافق بشأنه جميع الأعضاء، حيث كان يروج إسم محمد بنحمو، الذي لم يصطف وراء أي تيار بالحزب، لتحمل مسؤولية رئاسة اللجنة التحضيرية. وبعد تمسك سمير كودار بترشيحه، واحتجاج عدد من أعضاء اللجنة عليه، اقترح حكيم بنشماش البحث عن صيغة توافقية للتوصل إلى حل يرضي الجميع، ويحافظ على وحدة حزب الأصالة والمعاصرة، مقترحا تشكيل لجنة للترشيحات تكون مهمتها تقديم مرشح يحضى بالإجماع، وشكلت اللجنة من حكيم بنشماش، وأحمد اخشيشن، ومحمد الشيخ بيد الله، ومحمد الحموتي، والعربي المحرشي. واقترحت تلك اللجنة ترشيح ميلودة حازب لرئاسة اللجنة التحضيرية، وما إن كادوا أن يخرجو من عنق الزجاجة حتى اقترح بعض أعضاء اللجنة التحضيرية أن يكون سمير كودار نائبا لها، وهو ما اضطر الأمين العام ل "البام" إلى رفع الاجتماع بسبب الفوضى التي تلت ذلك. وبذلك تتعثر أولى خطوات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة في عقد أول اجتماع لها بعد تشكيلها والمصادقة على تركيبتها خلال اجتماع المجلس الوطني للحزب في دورته 24 التي التأمت بسلا في 5 ماي الجاري. وكان الجميع يعتقد أن "البام" شرع في إعادة ترتيب بيته الداخلي، وتمكنت القيادة من حشد التعبئة في أفق التوجه إلى المؤتمر الوطني العادي المقبل بنفس وحدوي، لتمكين الحزب من أن يمارس مهامه على أفضل وجه ويواجه التحديات والاستحقاقات المقبلة بنفس تنظيمي جيد، إذ يعول "البام" كثيرا على محطة مؤتمره الوطني الرابع لتحقيق الانبعاث الجديد للتنظيم، بعد تسوية الخلافات الداخلية والتجاذبات التي عرفها خلال الشهور الماضية.