يتلقى ناشر كتاب (كفاحي) لهتلر الذي يطبع للمرة الأولى في ألمانيا منذ وفاته، طلبا هائلا عليه مع وصول عدد النسخ المطلوبة إلى أربعة أمثال النسخ المطبوعة من الكتاب. ويعتبر الكتاب السياسي الذي يقع في جزأين وكتب بين 1924 و1926 أحد أهم وسائل الدعاية السياسية للحركة النازية. وصدر الكتاب في نسخة منقحة من ألفي صفحة بعد أن انتهت حقوق الطبع والنشر التي صدرت قبل 70 عاما. وقال أندرياس ويرشينج رئيس مؤسسة ميونيخ للتاريخ المعاصر التي طبعت الكتاب إن المؤسسة تلقت طلبات لنحو 15 ألف نسخة بينما النسخ المطبوعة تبلغ أربعة آلاف فقط. وأضاف في مؤتمر صحفي يوم الجمعة أنهم تلقوا طلبات لترجمة الكتاب إلى الإيطالية والفرنسية والإنجليزية فضلا عن طلبات من تركيا والصين وكوريا الجنوبية وبولندا. وأثار الكتاب جدلا حادا في ألمانيا التي ما زالت تعاني من ماضيها النازي ومسؤوليتها عن قتل أكثر من ستة ملايين يهودي في المحرقة. وقال بعض أفراد الجالية اليهودية في ألمانيا إن "التهجم اللاذع المعادي للسامية" الذي يمثله الكتاب يجب أن يبقى محظورا. غير أن المؤسسة التي أضافت 3500 حاشية إلى الكتاب دافعت عن إعادة طباعته. وقال ويرشينج "إن هذه الطبعة تميط اللثام عن مزاعم هتلر الكاذبة وتجميله لأفكاره وأكاذيبه الصريحة." الماضي بعد أن أصبح هتلر مستشارا وبيع منه 12 مليون نسخة حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. وترجم الكتاب إلى 18 لغة لكن الحلفاء حظروا تداوله ونشره في ألمانيا بعد احتلالها. وقال كريستيان هارتمان أحد محرري الكتاب "إن الكتاب ليس فقط مرجعا تاريخيا بل هو رمز. ونريد أن نفكك هذا الرمز إلى الأبد".