الذين يتحدثون اليوم عن “انقلاب” العدالة والتنمية على الصيغة التي توافق عليها رؤساء الفرق السياسية مع وزير التربية الوطنية بخصوص المادة 31 من مشروع القانون الإطار للتعليم وتحديدا الفقرة المتعلقة بما سمي “التناوب اللغوي ” و السماح -ان لم نقل شرعنة ما هو موجود وأمر واقع – بتدريس بعض المواد باللغات الأجنبية ( طبعا المقصود هي اللغة الفرنسية بلا شك ) سيما المواد العلمية والتقنية… الذين يتحدثون بلا حياء ولا خجل عن انقلاب في موقف العدالة والتنمية عليهم ان يشرحوا للمغاربة اولا كيف تم الانقلاب على مضامين الرؤية الاستراتجية للتعليم و التي تم التوافق على مضامينها من قبل طيف واسع من الحساسيات والمكونات والمشارب الفكرية والسياسة والاجتماعية و بعد أسابيع من بذل الجهد و العمل المتواصل والتعب والعنت و الحرص على التوافق من خلال مداولات واشغال المجلس الأعلى للتربية والتكوين برئاسة وإشراف مباشر من المستشار الملكي السيد عمر عزيمان… ما الذي حدث اذن ؟ ما هو المتغير الاستراتجي ! الذي حال بين الصيغة المتوافق حولها في المجلس الأعلى للتعليم وبين وصولها للبرلمان ؟ وما هي الأيادي التي تدخلت في منتصف الطريق لفتح الباب امام تدريس مواد بكاملها باللغات الأجنبية و تضمين هذه العبارات الملغومة ضمن مشروع القانون الإطار ….عِوَض الصيغة الواردة في الاستراتجية والتي تتحدث عن إمكانية تدريس بعض المضامين او المجزؤات باللغات الأجنبية باعتبار اللغة العربية هي اللغة الاساسية للتدريس الى جانب اللغة الأمازيغية كلغتين رسميتين … من اليسير اذن ان نعلم من هم الانقلابيون الحقيقون… الانقلابيون على الدستور ، وعلى الهوية الوطنية الجامعة و على المرجعيات الاساسية للمغاربة وعلى الرؤية الاستراتجية للتعليم … لذلك فاننا لا نرجو منهم صحوة متأخرة …فقد فات الأوان على ذلك، لكن في المقابل يحز في أنفسنا ان يخبو الأمل ايضا في من كنا نعتقد أننا نتقاسم معهم الحد الأدنى من استشعار خطر تكريس اللغة الفرنسية كسلاح للهيمنة والإلحاق … ثم ان الترويج لفكرة عزل العدالة والتنمية في هذه القضية حتى وان تم ذلك فلن يكون الا وساما على صدورنا و استحقاقا وطنيا اقتضته سياقات التخاذل … 1. وسوم 2. #خيي