اعترفت دولة الفاتيكان اليوم الأحد رسميا بفلسطين دولة مستقلة، وأكدت أن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين دولة مستقلة دخل حيز التنفيذ تطبيقا لاتفاقين بين الجانبين وقع أولهما عام 2000 والثاني في 26 يونيو الماضي، بعد توافر جميع الشروط لذلك. ويتضمن الاتفاق ديباجة و32 مادة تنظم النواحي الأساسية للحياة كافة، والنشاط الكنسي -ولا سيما الضريبي- في فلسطين، كما يتضمن وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية بنودا تحمي حقوق المسيحيين، ويعتبره الفاتيكان نموذجا للعلاقات بين الدول العربية والإسلامية وأقلياتها المسيحية. وتتحدث الاتفاقية صراحة عن "دولة فلسطين"، وتؤكد على "دعم الحل السلمي للوضع في المنطقة القائم على المفاوضات". ورحب السفير الفلسطيني لدى الفاتيكان عيسى قسيسية بهذا الاعتراف، مؤكدا التزام فلسطين بتنفيذ الاتفاقية الشاملة التي جاءت نتيجة مفاوضات بين الجانبين. ودعا دول العالم، خاصة الأوروبية، إلى الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 للتأكيد على دعم مبدأ حل الدولتين. وقال قسيسية، "نرحب باعتراف حاضرة الفاتيكان بدولة فلسطين المستقلة، ونؤكد التزامنا بتنفيذ الاتفاقية الشاملة التي جاءت نتيجة مفاوضات بين الجانبين". وأضاف: "ندعو العالم، خاصة الدول الأوروبية إلى أن تحذو حذو الكرسي الرسولي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 للتأكيد على دعم مبدأ حل الدولتين". وكانت دولة الفاتيكان أعلنت في 13 ماي الماضي الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين في نهاية الجلسة العامة للجنة الثنائية بين الكرسي الرسولي (حكومة الفاتيكان) والسلطة الفلسطينية. ومع أن الفاتيكان يتحدث عن "دولة فلسطين" منذ بداية 2013 بعد التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر الفلسطينيون أن هذا الاتفاق يعادل "اعترافا فعليا" بدولتهم. من جهتها، أشادت الهيئة "الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات"، بإعلان دولة الفاتيكان دخول قرارها للاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة، حيز التنفيذ. وأكد الأمين العام للهيئة حنا عيسى، في بيان صحفي، اليوم الأحد، على أن العلاقات القائمة بين الفاتيكانوفلسطين، تكللت باتفاق تاريخي واعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية". وثمّن دور دولة الفاتيكان في الحفاظ على المدينة المقدسة ومنع تهويدها، مشيدا بالجهود التي تبذلها القيادات المسيحية منذ سنين طويلة لخدمة القضية الفلسطينية وتعزيز وجود المسيحيين العرب في مدينة القدس وحماية حقوقهم. من جانبه، رحبّ عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، بقرار دولة الفاتيكان، لما تمثله من "رمزية دينية وتعبير عن العالم المسيحي". وقال أبو يوسف في تصريحات لوكالة "قدس برس"، اليوم الأحد، إن "خطوة الفاتيكان ستشجع عدداً آخر من الدول للاعتراف بفلسطين، وستدفعها لتوطيد العلاقات معها نظرا لمكانة الفاتيكان من تأثير في العالم". وأشار إلى أهمية القرار وتوقيته، في ظل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومواصلة الاحتلال لجرائمه، يؤكد على الحق الفلسطيني في الدولة ورفضاً لكل ما يحاول الاحتلال فرضه على الأرض من وقائع بقوته العسكرية.