عبرت إسرائيل عن خيبة أملها من اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين، بينما أكد مسؤول فلسطيني أهمية الاتفاق مع "عاصمة" المسيحيين في العالم، ويأتي ذلك بعد توقيع الفاتيكان اتفاقية بشأن أنشطة الكنيسة الكاثوليكية مع دولة فلسطين. وأعربت إسرائيل على لسان مصدر سياسي عن خيبة أملها من قرار حاضرة الفاتيكان الموافقة على الصيغة النهائية للاتفاق الموقع بين فلسطينوالفاتيكان "بما في ذلك استخدام الفاتيكان مصطلح دولة فلسطين". ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر -الذي لم تسمه- أن هذه الخطوة لا تدفع مسيرة السلام إلى الأمام وتبعد القيادة الفلسطينية عن العودة إلى مفاوضات مباشرة وثنائية، مؤكدا أن "إسرائيل تدرس هذا الاتفاق وتدرس خطواتها المستقبلية". من جهته، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات المسيحية الداخلية والدولية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة أن اعتراف الفاتيكان أبلغ اليوم للرئيس الفلسطيني الذي يزور الفاتيكان حاليا. وقال إن أهمية الاعتراف تأتي من كونه جاء من عاصمة العالم المسيحي، وخاصة الكاثوليكي منه، التي تمثل مئات الملايين حول العالم. وأشار إلى أن مفاوضات تجري بين الجانبين منذ سنة من أجل التوقيع على اتفاق ينظم العلاقات بين دولة فلسطينوالفاتيكان في الشؤون الروحية والسياسية والمدنية وغيرها، مضيفا أن الاعتراف سيعجل التوقيع على هذا الاتفاق. وكان الفاتيكان قد قال أول أمس الأربعاء إنه فرغ من صياغة أول معاهدة يعترف فيها رسميا بدولة فلسطين من خلال عقد اتفاقية بشأن أنشطة الكنيسة الكاثوليكية في المناطق التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية. وأكد أنطوان كاميليري نائب وزير خارجية الفاتيكان، الذي رأس وفدا من ستة أعضاء في المحادثات، إن الاتفاقية "تهدف إلى تحسين وضع وأنشطة الكنيسة الكاثوليكية والاعتراف بها على المستوى القضائي". وقال الأب فيدريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكان "اعترفنا بدولة فلسطين منذ أن نالت الاعتراف من الأممالمتحدة، وهي من قبل مسجلة باسم دولة فلسطين في كتابنا السنوي الرسمي". وبالنسبة لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإن هذا الاتفاق يجعل من الفاتيكان الدولة ال136 التي تعترف بدولة فلسطين. وقال مسؤول فلسطيني لوكالة الصحافة الفرنسية "إن هذا الاعتراف يتضمن اعترافا بحدود 1967 (بما فيها) القدس الشرقية الفلسطينية، وهو موقف شجاع للفاتيكان". وكانت عدة برلمانات أوروبية قد اعترفت بدولة فلسطين، آخرها البرلمان الإيطالي الذي صوّت بأغلبية كبيرة على قرارا غير ملزم يحث الحكومة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، لكن هذه القرارات لا تعد ملزمة للحكومات. واعترفت السويد رسميا بدولة فسطين أواخر العالم الماضي، وهو ما أدى إلى أزمة دبلوماسية مع إسرائيل، التي تسعى إلى إحباط اعتراف دول أوروبية أخرى رسميا بدولة فلسطين.