أزالت إدارة موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، المئات من الحسابات المزيفة التي تحمل أسماء مغربية بعد أن تبين أن من يقف وراءها هي جهات إعلامية بجمهورية إيران، تروج لمصالح بلدها. وبحسب إدارة “فيسبوك”، فإن جهات بإيران تقوم بإنشاء حسابات مزيفة بأسماء مغربية، تعطي الانطباع على أن أصحابها يقيمون بالمغرب، وينشرون تعليقات حول قضايا الساعة بالمملكة. ولا تستهدف هذه الحملة الإيرانية المغرب بشكل خاص، حيث كشف الموقع أن حملة التلاعب الواسعة موجهة ضد العديد من الدول، ضمنها السعودية وفرنسا، مضيفا أنه تمت إزالة 783 صفحة ومجموعات وحسابات تستنسخ موقف إيران الرسمي بشأن القضايا الحساسة كسوريا واليمن في البلدان المستهدفة، تحت غطاء من الحسابات أو الصفحات المحلية. وفي هذا الصدد، قال “ناثانيل غليشر”، رئيس سياسة الأمن السيبراني ب”فيسبوك”، “لقد تمكنا من إثبات أن محتويات هذه الرسائل تأتي من إيران، وأنهم يكتبون من قبل ممثلين محليين يُعاد توجيههم من خلال وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية”. أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، خالد يايموت، قال في تصريح لجريدة “العمق”، إن إيران تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي على أنها مواقع لإدارة الحرب الدبلوماسية وخلافاتها السياسية والاقتصادية مع كثير من الدول. وأضاف يايموت، أن إيران بعد أن تعرضت للحصار في دول شمال إفريقيا خصوصا بالمغرب، حوّلت اهتمامها إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل إدارة عمليات نشر أفكار التشييع السياسية والعقدية انطلاقا من المركز. وأوضح المتحدث ذاته، أن إيران لجأت إلى سياسة أخرى بعد أن كانت في الأول تعتمد على أشخاص موجودين داخل هذه الدول من أجل إدارة عمليات التشييع السياسي والعقدي، بعد التضييق الذي تعرضت له في المغرب منذ 2009 وفي الجزائر في السنتين الأخيرتين، وقبل سنة في موريتانيا، وتونس التي اتخذت إجراءات لمحاربة التشييع في 2018. هذا ما دفع إيران، بحسب الخبير في العلوم السياسية، إلى اللجوء إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وتدخل إلى هذه الدول بأسماء مزيفة وفي نفس الوقت تدير عملية نشر التشيع السياسي والعقدي انطلاقا من إيران. واعتبر أن الاعتماد على هذه الأسماء يوحي على أن هؤلاء الأشخاص يتبنون هذه الأفكار وينتمون إلى المغرب أو الجزائر أو تونس، ويدخلون في حوارات “مغربية مغربية” أو “تونسية تونسية” أو مغاربية، ولكنها حوارات تديرها إيران. وقامت إيران بمثل هذه الحملات من قبل في الفترة ما بين 2008 و2010 في دول آسيوية، يضيف يايموت، مشيرا إلى أن طهران بارعة في مثل هذه الأمور ولديها خبرة في ذلك، مشددا على أن إدارة فيسبوك لن تستطيع إيقافها لأنها ستعود إلى إنشاء أخرى في ساعات قليلة.