معطيات مثيرة كشف عنها موقع "فيسبوك" تُظهر جانباً من صناعة الرأي العام الرقمي في عدد من دول العالم، من بينها المغرب، مبرزا أنه قام بحذف صفحات ومجموعات وحسابات زائفة مرتبطة بإيران موجهة ضد العديد من الدول لنشر مواقف طهران بين المسلمين. وأعلن موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارا بالعالم أنه قام بإلغاء مئات الحسابات الإيرانية التي كانت جزءا من حملة تلاعب واسعة تستهدف أكثر من 20 دولة، موردا أن عددها بلغ 783 صفحة ومجموعة وحسابا، "لعلاقتها بحملة مرتبطة بإيران". وقال رئيس الأمن السيبيراني بشركة "فيسبوك": "هذه الصفحات كانت تقوم بالترويج للمصالح الإيرانية في هذه الدول من خلال إنشاء هويات مزيفة على فيسبوك وإنستغرام كمقيمين في تلك المناطق". وذكر المصدر ذاته أنه "رغم أن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه الأنشطة قد حاولوا إخفاء هوياتهم، إلا أن تدقيقا يدويا سمح لنا بالتحقق من ارتباط هذه الحسابات مع إيران". وتابع المتحدث ذاته، في ندوة صحافية، قائلا: "يمكننا أن نثبت أن هذا المحتوى مصدره إيران ويقف وراءه إيرانيون، كما يجري تداوله عبر وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية على أساس أنه صادر من الدول المستهدفة". وتعود أولى بداية انطلاق الحملة الإلكترونية الإيرانية إلى سنة 2010، وكانت تضم 262 صفحة، و356 حسابا، وثلاث مجموعات كبرى، على "فيسبوك"، بالإضافة إلى 162 حسابا على "إنستغرام". ويتابع هذه الحسابات ملايين المشتركين والمعجبين، وفقا لمعطيات الموقع. وتنفق إيران على هذه المجموعات الافتراضية أموالا طائلة، كشف منها مبلغ 30 ألف دولار، على الأقل، صرف على حسابات "فيسبوك" و"إنستغرام" والإعلانات المدفوعة، وفقا للمصدر ذاته. وأشار موقع "فيسبوك" إلى أن الحسابات المزورة كانت جزءا من حملات رقمية استهدفت كلا من أفغانستان، وألبانيا، والجزائر، والبحرين، ومصر، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، والعراق، وإسرائيل، وليبيا، والمكسيك، والمغرب، وباكستان، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وصربيا، وجنوب إفريقيا، وإسبانيا، والسودان، وسوريا، وتونس، والولايات المتحدة، واليمن.