يحدث أن يحاول أحدهم أن يتلاعب بمعنوياتك لأنك سببت له عقدة نفسية وأنت تستمتع بمحبة الاّخرين واحترامهم .. يحدث أن أحدهم يتجرأ ليمارس عليك حماقته ووقاحته لأنك تتفنن في مصاحبة القلوب ومداعبة طيبتها واشراقتها .. ويحدث أن أحدهم يعلن عليك قساوته وحربه القذرة لأنك تقول ما تفعل وتفعل ما تقول .. هؤلاء يمثلون نوعا خاصا من البشر .. هم لا علاقة لهم بالأخلاق المثلى وبينهم و بين الحضارة اتساع لا يقدر ولا يقاس .. فلسفتهم الكبرى في الحياة السير عكس التيار .. متغطرسون لا يعترفون بالحقائق الساطعة و لا بالنتائج الثابتة .. هم لا يقرون إلا بأرائهم و أفكارهم ولا يرحبون بإبداعات وأعمال غيرهم مهما علا شأنها .. هم في الحقيقة لا يساوون شيئا بتفكيرهم العقيم و نظرتهم السلبية لجهد غيرهم ، و مع ذلك يزعمون التميز و التفوق .. لا أريد الحديث عنهم كثيرا لأنني أرى تفاهتهم ماثلة أمام ناظري و أعلم جيدا أن أعماقهم خاوية حتى و أن تفننوا في تلميع مظهرهم .. و مع ذلك سأكون راقيا معهم كما تعلمت من أساتذتي و جلساتنا التربوية و أخاطبهم بلغة الكبار و الابداع حتى لا تنتقل أمراضهم إلى جسمي الذي لا يملك المناعة ليقاوم سمومهم الخطرة .. و من أجل أن أحافظ من جهتي على التقدم في طريق الاصلاح و التغيير .. وقبل أن أغادركم .. أذكركم لقد أبدعتم في تلويث واقع السياسة المغربية بأفعالكم الدنيئة ..و أخاف أنكم تتمنون البقاء على هذا النهج لزمن أخر أطول .. لكن ثقوا يا أنتم أننا ولدنا من رحم الصفاء و التميز .. و أننا أخذنا الأخلاق و الحكمة من إخوان أفذاذ .. و تعلمنا من أساتذتنا الأكفاء أن الكبار يولدون كبارا.. لذلك عودوا إلى رشدكم أو اصنعوا ما شئتم ..فنحن نحلق في السماء بعيدا عن أجوائكم النتنة .. وخلال كتابتنا هذه الكلمات تجردنا من طبيعتنا المعتادة حتى نكشف مستوركم الذي أتعب الكثير من قومنا .. بل هي فضيحتكم الكبرى ..