كنت سأكون سعيدة في ضيافتك في فضاء ملتقى الفنون والثقافات، لأستيقظ باللغة الحية دائما من الغيبوبة اللسنية، ومن التعابير اللقيطة التي تغتالني كل يوم في الكتابات، ومسودات الجيل المسروق، هذه اللغة إن برزت فلا تبرز إلا واصفة خيار الإنحدار، وإن عبرت فلا تعبر إلا عن الخيانة والصلافة والوقاحة المتبجحة المتحدية لكل القيم والأخلاق، فلا يجد معها الشامخ نفسه إلا مهزوما لأنه يأبى أن ينجر إلى التفاهة والسفف. تحملني إليك روحي عبر إحيائك لي أديبا فنيا مما وددت أن أغير اسمه من «الغد والغضب» إلى »اليوم والغضب» تطلعا لمستقبل نعيش بدايته، حيث استشرفته عقودا من قبل وتأكد اليوم: رهان النهوض مشروط بتنوير ثم تثوير وتقويم، بحركة شامخة ودائبة، بالقيم العليا نحو الغد المشرق. العالم العربي اليوم بسلوكه مسلك الإمعة أعلن استحالة النهوض خارج المعرفة، خارج الدين، خارج الوعي خارج الحقيقة. نار المعرفة الخداج.. محرقة لحاملها نار المعرفة المستشرفة للمستقبل فائقة لعين صاحبها نار المعرفة... ماججة لدماغ حاملهايسير مناديا من عمق روحه من عصارة قلبه بحراء دمعته انخراطه في العطاء اللامتناهي والفناء اللامتناهي يمشي واقفا صامدا متطلعا إلى السماء مناديا في أهل الأرض أليس منكم من ... «رجل رشيد». .. ترجع الأصداء ألما تتلألأ الدموع حلما وتمسح الكلمات الخالدات الدمعة الحرَّى، فتثلج الصدر وتهدأ النفس إذ يتردد في الأذن صوت ينادي أن اصمد ولا تحزن، وتذكر ب: «والضَّحى واللَّيل إِذا سَجى مَا ودَّعكَ رَبُّكَ وما قَلَى وللآخرةُ خيرٌ مِنَ الأولى ولَسوْفَ يُعطيكَ ربَّك فترضَى أَلمْ يجِدكَ يتيماً فآوى ووَجدكَ ضالاَ فَهَدى ووجدكَ عائلاً فأغنى فأَمَّا اليتيمَ فلا تقْهرْ وأَمَّا السائِلَ فلاً تَنْهر وأمَّا بِنِعْمةِ ربِّكَ فَحَدِّثْ». تحيتي إليك هذه من السماء والطائرة تحلق بي قاطعة الآفاق إلى ضفة أخرى تحملني إليها هموم وأحزان لا تستهويك، لأنك ترفضين أن تكوني امرأة يخطط لها ولأنك تكسرين كل شيء يقيد وتتمردين عليه، أحمل منك بعض هذا التمرد إلى عالم الوثائق حول المرأة والأسرة والساعة تشير إلى الساعة التاسعة ليلا فوق أجواء تونس، لك مني أغلى تحية، وإلى الأساتذة الحاضرين معك الذين حرمنا من طلتهم في فضاء المعرض الدولي، لأنه كان مزدحما بالتفاهة فلم يسعنا، ولنا رغم هذا العناء لقاء دافئ وغد مشرق يحملنا إليه الأمل والتحدي. السبت 18 ماي 2013 في الساعة الرابعة بتوقيت المغرب فوق أجواء تونس