أحمد الهيبة صمداني – العمق المغربي توصلت مديرية المركز الإستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، منذ أسبوعين، بتقرير من المفتشية العامة لوزارة الصحة يتعلق بارتفاع وفيات الخدج والأطفال حديثي الولادة، وسط “تكتم كبير”، حسب ما أورده مصدر مطلع لجريدة “العمق”. من جهتها حمّلت الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية، مسؤولية ارتفاع الوفيات وسط المواليد الخدج بالمستشفى للوزارة الوصية، مشيرة أن “أسرا فقدت أبناءها تحت وطأت “الإهمال والاستهتار وغياب الحكامة الجيدة”. وأكدت الجمعية في بلاغ توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، أن “الأضرار كانت بالغة وجد ثقيلة”، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك، متهمة المركز الاستشفائي بحرمان عشرات الخدج والأطفال حديثي الولادة من حقهم في التكفل والعناية الناجعة، وهو ما أفضى إلى وفاة عدد منهم بسبب الإهمال. وطالبت الجمعية بضرورة “فتح تحقيق جاد لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذه الفضائح، بذل البحث على خطة توجيه اللوم بالبحث عن كبش أو أكباش فداء، وغض النظر عن من له المسؤولية الأولى والكاملة”، داعية وزير الصحة لتتبع قررات مديرية المركز الاستشفائي في هذا الصدد. ارتفاع وفيات الخدج ب 33% من جهة أخرى، سجلت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، ارتفاع وفيات الأطفال الرضع بمستشفى الأطفال بنسبة 33 في المائة، بسبب الإهمال والتلاعب، مشيرة أن أغلب الضحايا هم من أسر فقيرة لا قدرة لهم على نقل وتحويل أبنائهم إلى المصحات الخاصة حيث تكون الحاضنات الزجاجية مكلفة تصل تكلفة اليوم الواحد إلى 7000 درهم. وأكدت الشبكة في بيان تتوفر الجريدة على نسخة منه، أن حضانات مستشفى الأطفال التابع ل “ابن سينا” تدبر وتستغل تحت طلب من له القدرة على الدفع، مشيرة إلى نسبة الوفيات في صفوف الرضع ارتفع عددها من 145 حالة سنة 2016 إلى 195 سنة 2017، مستنكرة عدم محاسبة المسؤولين عن الوفيات بمستشفى الأطفال. المدير يوضح في المقابل، أوضح مدير المركز الاستشفائي الجامعي لابن سينا عبد الكبير الروكاني، أن “ميزانية المركز الإستشفائي ابن سينا تبلغ 30 مليون درهما لعشر مستشفيات تابعة له، ولم تتغير منذ سنين، وتُعطى أحيانا منح موازية لهذه الميزانية، لكنها غير ثابتة وتبقى غير كافية، لذلك نقوم بالتحديث في الأجهزة على دورية سنتين بالتناوب بين مصالح المستشفى”. وأشار الروكاني في تصريح لجريدة “للعمق” إلى أن عدد الولادات في السويسي أكثر من 18 ألف ولادة في السنة، وأن مستشفى الليمون لوحده يعرف أكثر من 8 آلاف ولادة في العام، مؤكدا أن المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا هو أول مركز خدمات مرجعي بالنسبة للخدج. وأكد مدير المركز الاستشفائي ابن سينا في تصريحه للجريدة، أن “المستشفى لديه قسم للإنعاش يعتبر مرجعا للجهة كذلك، وأن كل العمليات المستعصية تأتينا من الجهة ولا نردها. إذ تبلغ طاقته الاستيعابية 2500 سرير ويشغل أكثر من 6000 موظف، مشيرا إلى أن مستشفى ابن سينا “يحتل بذلك الرتبة الأولى في التوظيف على المستوى الجهوي”.