كيف يعقل ان يصل النقل الى هذا الوضع الكارثي ؟ومن المسؤوول عن ازمة النقل الذي تعرفه مدينة تمارة خاصة و الرباط عمومالما يزيد عن سنوات ؟ و لماذا هذا الصمت ازاء هذا المشكل المؤرق ؟ بل و لماذا يتم استصغار المواطنين و اهانتهم بهذه الطريقةالفظيعة ؟ لقد بلغ السيل الزبى ، و يلزم على ا لدولة بمؤسساتها تحمل كامل المسؤولية من اجل حماية حقوق المواطن الكاملة ،و احترام حقهالاساسي في نقل ملائم و جيد ، انه حق يضمنه القانون و كافة المواثيق الدولية . فوضعية النقل ومجمل الحافلات على وجه الخصوص ، اصبحت كارثية و مهينة و مهترئة و بالية و مخربة و بدون كراسي ، و قليلة جدا وتعاني من عدم الصيانة و التقادم و ايضا الازدحام الشديد ، اضافة الى غياب الامن و انتشار الجريمة فيها بمختلف اشكالها . بل ما يحز في النفس هو استغلال بعض اصحاب سيارات الاجرة للأوضاع ، بحيث صاروا يفرضون على المواطنين الوجهة التي يريدون، و يفرضون في احيان كثيرة زيادات حسب الظرفية و بدون أي وجه حق . لهذا يمكن الجزم أن وضعية اسطول النقل عامة في المدينة و النواحي لم يعد يستجيب للحاجات الملحة للمواطنين ، الذين ضاقت بهم السبل، و لم يعد يعرفون ما يفعلون و على من يشكون ، خصوصا ان هناك انفجار ديمغرافي كبير و طلب يتزايد يوما بعد يوم ، و مدبرون للشأن العام خارج التغطية و لا يسمع لهم صدى اصلا الا حينما تقع هناك كارثة و يروح ضحيتها الالاف من المواطنين البسطاء ، فتجدهم يتهافتون و يتأسفون و يقدمون التبارير الواهية . ثم كيف يعقل ان نتكلم عن عاصمة الانوار و هذه الاخيرة عاجزة كل العجز عن ضمان وسائل نقل مريحة ترقى و تستجيب لمتطلبات العصر و تحترم انسانية المواطن المغلوب على امره . إن الكرامة هي اسمى ما يمتلكه المواطن و لا خير في دولة يتعرض مواطنيها لاهانات كثيرة .