كيف تم الاغتيال ؟ كيف حدد الزمان والمكان الذي تواجد بهما قائد الجيش السوري الحر المعارض للنظام الارهابي الأسدي بسوريا ؟ هل قدم القائد على طبق من ذهب من طرف المخابرات الأمريكية والاسرائيلية للقوات الروسية ؟ إذا علمنا أن تدخل الروس كان بهدف محاربة التنظيم المتطرف " داعش " وليس غيره باعتباره خطرا على المصالح الجيوستراتيجية الكبرى للدول العظمى في المنطقة، فإن اغتيال الشهيد زهران علوش على يد القوات الروسية، المتحالفة مع النظام الأسدي بسوريا، لكن ما لبث الأمر أن تحول الى مجازر ترتك عشيا وصبحا بحق الشعب السوري الأعزل. تلكم أسئلة من بين أخرى كثيرة، يطرحها جل المراقبين والمتتبعين للشأن السوري، بعيد مقتل قائد جيس الإسلام المعارض للنظام السوري، والذي تم حسب خبراء عسكريين كثر من خلال تنسيق محكم بين قوات النظام السوري ومخابراته الميدانية، بالتعاون مع قوات الجو الروسية، لكي تيم القضاء على جميع أشكال المقاومة المسلحة على الميدان السوري. المعطيات المتوفرة لحد الساعة تشير الى أن التنسيق الميداني بين القوات السورية ونظيرتها الروسية، هو الذي كان وراء عملية الاغتيال، بمساعدة مخابراتية إسرائيلية، وهناك من يدخل كذلك في هذه العملية النوعية الكبيرة، الى جانب الروس والاسرائيليين، المخابرات الأمريكية، حسب احدى الصحف التركية الصادرة يوم الجمعة الماضي، والتي تحدثت في مضمون تقرير لها، عن تورط العملاء الأمريكيين، في اغتيال الشهيد علوش، عبر مد خطوط المساعدة المعلوماتية الاستخباراتية الكبيرة جدا للأمريكان في الميدان السوري، واستغلالها باستهداف الطيران الروسي للمقر المركزي لقيادة الجيش الإسلامي المعارض لنظام بشار الأسد. هذه المعطيات وغيرها، وقبل هذه العملية النوعية، الكبرى، من حيث استهداف رمز المعارضة المسلحة بسوريا، لا يجب أن ننسى عملية اغتيال القنطار، قائد العمليات المباشرة لحزب الله في سوريا، من طرف القوات الإسرائيلية، والتي بينت المعلومات المتعلقة بها، هي أيضا، أنها تمت بتنسيق مع المخابرات الروسية عبر تحديد المواقع من الجو، وبتعاون وثيق مع المخابرات السورية كذلك. السؤال المطروح هنا بحدة : هل الهدف من التحالف الدولي الحالي كما هو عليه، محاربة التطرف في سوريا (داعش بالتحديد) ؟، أم قتال المعارضة المسلحة التي تحارب النظام وتدافع عن حرية الشعب السوري الأعزل ؟ وما هي آثار هذا التنسيق العسكري بين دول لطالما أظهرت الاختلاف الواضح بينها في ما يتعلق بالقضية السورية أمام العالم أجمع، لكنها اليوم شبه يد واحدة تضرب من حديد على موقع واحد فقط ؟ يمكن اختصار الموضوع اليوم، خصوصا بعد التقارب الملحوظ بين موسكو وتل أبيب سياسيا بعد أن تم فعلا عسكريا، أن هناك شبه إجماع بين القوى الغربية، على وجوب بقاء النظام الإرهابي السوري الحالي كما هو عليه، وأن أي تغيير في المنطقة (سيطرة المعارضة المسلحة مثلا يمكن أن تخلق قللا لدى إسرائيل أمنيا ... تمدد داعش في مساحة كبرى سيجعل منها ذلك الوحش الذي لا يقهر ...) يمكن أن يحدث خللا في موازين القوى الإقليمية، وبالتالي فالمغامرة بالإطاحة بالنظام ستكون غير محسوبة العواقب، وبالتالي فالدول الكبرى تكيل بمدأ الكيل بمكيالين كما عهدنا دائما تجاه القضايا العربية والإسلامية، فلا هي تحارب فعلا تنظيم داعش المتطرف الذي يستبيح الأعراض وقتل العباد وتخريب البلاد، ولا هي تركت المعارضة المسلحة تحارب النظام من أجل حرية المواطن السوري وكرامته وشرفه. إن الهدف الأسمى بالنسبة لإسرائيل، يميل في غالب التوقعات منذ بداية الثورة السورية الى الحفاظ على النظام الحالي وبقاءه، حفاظا على سلام وأمن تل أبيب من أي خطر قد يصدر مِن مَن قد يحل مكانه، وبالنسبة للروس، فالأمر لا يعدو كونه تبادل أدوار مع الولايات المحتدة الأمريكية، التي لا تمانع في ذهاب النظام، لكنها لا ترحب بأن يقوم مقامه حكام لهم توجه إسلامي صرف قد يخلق متاعب عدة للمصالح الكبرى في المنطقة لها ولحلفائها الأوروبيين. ما موقع الدول العربية والإسلامية مما يحدث على الأرض السورية ؟، أين تتجه بوصلة القرار السعودي الداعم للثورة ؟ هل يمكن أن يستسلم حزب الله بعد مقتل القنطار على أرض ليس له فيها ناقة ولا جمل، سوى تنفيذ تعليمات المرشد الأعلى للثورة الإيرانية فقط ؟ ما الذي يمكن للدول الصديقة وحلفاء الثورة فعله، تجاه دعم ومساندة المعارضة، سواء بالمال أو العتاد الحربي لمواجهة الآلة الإرهابية لنظام الأسد، خصوصا قطر وتركيا بعد كل هذه الأحداث ؟ الإجابة ربما قد ننتظرها مطلع العام الجديد، وعنذئذ لكل حدث حديث.