افتتحت صباح اليوم الثلاثاء أشغال القمة الثامنة لمنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، بمدينة مراكش “أفريسيتي”، والتي ستطرح على طاولة النقاشات الأساسية مجموعة من القضايا التي تشغل القارة السمراء، من قبيل اعتماد نظام الجهوية في الدول المشاركة، وإيجاد التمويل للمشاريع التنموية بالقارة السمراء، إضافة إلى مدارسة قضية الهجرة وما ينتج عنها من إيجابيات وسلبيات. في هذا الصدد، دعا وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت في كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، إلى ضرورة التعاون بين كافة الأطراف، مشددا على أن قادة الدول الإفريقية واعون بأهمية هذا التعاون وهو ما يجسده موضوع القمة. وشدد لفتيت على أن القارة السمراء تعيش اليوم مجموعة من التحديات التي تستدعي تضافر الجهود، من قبيل كالأمن الغذائي، وتمويل الجماعات الترابية، والحكامة الترابية، والتنمية المستدامة، والهجرة، وغيرها. وأبرز أن منظومة اللامركزية ودور الجماعات الترابية والحكومات المحلية يعد دافعا أساسيا لإفريقيا من أجل ضمان جودة الحياة لمواطنيها، معتبرا أن المسؤولية اليوم تبقى جسيمة من أجل بلورة حلول من أجل تطوير أداء الجماعات الترابية بإفريقيا، وجودة إدارة الموارد الموضوعة رهن إشارة المسؤولين، والنظر إلى انتظار وانشغالات الشباب الإفريقي. وأشار الوزير إلى أن المغرب اعتباره جزء لا يتجزأ من إفريقيا متلزم بدعم كل الاستراتيجيات التنموية بإفريقيا من أجل إفريقيا صامدة في وجه كل التحديات الإفريقية، مؤكدا أنه غايته هي تماهي جهود التعاون التي تقوم بها الحكومات المحلية بشكل جماعي أو جزئي بما ينسجم مع جهود الحكومات الوطنية. وأَضاف أن إفريقيا بما تمتلكه من موارد طبيعية وخيرات أصبحت اليوم قادرة على تحقيق أهدافها التنموية وتحقيق الرفاه، وذلك بالرغم “من التحديات التي قد تطرح اليوم والتي لم تعد ذات أسباب تاريخية، وإنما مناخية وطبيعة أو اجتماعية وديمغرافية”، على حد قوله. ويهدف المؤتمر المنعقد بين 20 و24 من شهر نونبر الجاري، إلى تكريس المكانة المحورية لإفريقيا المحلية في تحديد وتفعيل سياسات واستراتيجيات التنمية، والاندماج والتعاون بإفريقيا، فضلا عن اقتراح آفاق جديدة من أجل مساهمة أكبر للجماعات الترابية بالقارة، وكذا وضع لبنات سياسات بديلة تمكن من تحقيق الاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي بإفريقيا، إضافة إلى تعبئة الجماعات الترابية وشركائها لإنجاز تنمية شاملة ومستدامة لإفريقيا، القارة التي تزخر بموارد هامة ومقومات كبرى تؤهلها لتكون محركا للنمو في العالم. وسينخرط 3000 مشارك في “أفريسيتي” 2018، في نقاش محوري حول مختلف أشكال الانتقال وانعكاساتها على مستقبل إفريقيا ومستقبل العالم أجمع، ويتعلق الأمر، في المقام الأول، بالانتقال الديموغرافي والتعمير، مع التركيز على مكانة النساء والشباب في دينامية التنمية والاندماج بالقارة. كما سيكون هذا الحدث القاري الهام فرصة لإثارة النقاش حول الانتقال الإيكولوجي، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار المتزايدة للتغيرات المناخية على مستقبل المجالات الترابية والساكنة التي تقطنها. كما ستلامس الورشات المبرمجة في إطار هذا الموعد الإفريقي الهام مسألة الانتقال الديمقراطي والسياسي في القارة، وذلك في ظل البحث عن حلول لأزمة ديمقراطية القرب. وستتناول قمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية كذلك موضوع الانتقال الإقتصادي والاجتماعي، في أفق دعم تنمية اقتصادية محدثة لمناصب الشغل اللائقة، ومكافحة الفوارق والاختلالات التي تعاني منها إفريقيا، فضلا عن التطرق لانعكاسات الانتقال الثقافي والتواصلي، بما في ذلك تبني مرجعيات ثقافية وعلمية وفلسفية جديدة، اعتمادا على التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال. وسيعمل المشاركون في هذا الحدث القاري على تحديد ميزات وخصوصيات مختلف أشكال الانتقال هاته، بما يتماشى مع سياق وخصوصيات إفريقيا، فضلا عن تحديد دور الجماعات الترابية في تفعيلها. وستكون ” أفريسيتي” 2018 بمراكش حقا موعدا استثنائيا يتيح للجماعات الترابية ومجموع الفاعلين الأفارقة إعادة توجيه سياساتهم واستراتيجياتهم لصالح تنمية أكثر استدامة وأكثر شمولية.