اجتمع المكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية، أمس الأحد بمراكش، من أجل تدارس تمويل التنظيم وميزانية السنة المقبلة، وكذا نقط الجمع العام الانتخابي للمنظمة المرتقب يوم الجمعة المقبل، في إطار الدورة الثامنة لقمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الافريقية. وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع، أكد الوالي المدير العام للجماعات المحلية بوزارة الداخلية خالد سفير، أن الملك محمد السادس يلتزم بقوة بالتعاون جنوب – جنوب، ويحرص على تقوية صر الصداقة والأخوة والتضامن بين البلدان الإفريقية لمواجهة التحديات والإكراهات المتزايدة في محيط دولي يعرف تغيرات متسارعة. وأضاف السفير أم المغرب مستعد لتقاسم تجربته “المتميزة في مجال اللامركزية” مع الدول الإفريقية، “سواء في مجال التأهيل الحضري للمدن والمراكز الصاعدة أو بخصوص النماذج التنموية المندمجة بشمال المملكة وجنوبها”. كما أبرز أن هذه التجربة تم تقويتها بتنزيل ورش الجهوية المتقدمة كخيار حر سيادي للدولة المغربية لتدبير قضايا التنمية ، وذلك بإشراك المنتخبين في اعداد واعتماد السياسات العمومية. من جهتها ، نوهت عمدة دكار ورئيسة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة سوهام الورديني، بدعم المغرب لهذه المنظمة وبالتعاون المتميز والمتقدم بين المملكة المغربية والمنظمة ، مبرزة أن المغرب يعمل من أجل وحدة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة وتعزيز قدراتها ويذكر أن المكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية هو الهيئة المكلفة بالإدارة السياسية للمنظمة، ويضم 16 عضوا، 15 منهم يمثلون 5 مناطق بالقارة (3 أعضاء لكل منطقة)، إضافة إلى رئيسة شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا. ويضم المجلس الإفريقي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية 45 عضوا نشيطا بمعدل 9 أعضاء لكل منطقة إفريقية. مراكش تحتضن القمة الثامنة وستحتضن مدينة مراكش ابتداء من بعد غد الثلاثاء، أشغال الدورة الثامنة لقمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية “أفريسيتي”، وسيناقش هذا المؤتمر الذي يعد أكبر تجمع في القارة الإفريقية، وينعقد كل ثلاث سنوات بالتناوب في إحدى المناطق الإفريقية الخمس، موضوع “الانتقال نحو مدن ومجالات ترابية مستدامة: دور الجماعات الترابية الإفريقية”. دورة مراكش المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تروم إلى مناقشة السياسات والاستراتيجيات المشتركة التي ينبغي وضعها وتفعيلها على المستوى المحلي والوطني والإقليمي، بهدف تحسين ظروف عيش الساكنة الإفريقية، كما تهدف إلى تشجيع التفاعلات والشراكات بين كافة الفاعلين في مجال التنمية في أفق المساهمة في اندماج ووحدة وأمن إفريقيا، انطلاقا من مجالاتها الترابية. ويهدف المؤتمر المنعقد بين 20 و24 من شهر نونبر الجاري، إلى تكريس المكانة المحورية لإفريقيا المحلية في تحديد وتفعيل سياسات واستراتيجيات التنمية، والاندماج والتعاون بإفريقيا، فضلا عن اقتراح آفاق جديدة من أجل مساهمة أكبر للجماعات الترابية بالقارة، وكذا وضع لبنات سياسات بديلة تمكن من تحقيق الاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي بإفريقيا، إضافة إلى تعبئة الجماعات الترابية وشركائها لإنجاز تنمية شاملة ومستدامة لإفريقيا، القارة التي تزخر بموارد هامة ومقومات كبرى تؤهلها لتكون محركا للنمو في العالم. وسينخرط 3000 مشارك في “أفريسيتي” 2018، في نقاش محوري حول مختلف أشكال الانتقال وانعكاساتها على مستقبل إفريقيا ومستقبل العالم أجمع، ويتعلق الأمر، في المقام الأول، بالانتقال الديموغرافي والتعمير، مع التركيز على مكانة النساء والشباب في دينامية التنمية والاندماج بالقارة. كما سيكون هذا الحدث القاري الهام فرصة لإثارة النقاش حول الانتقال الإيكولوجي، مع الأخذ بعين الاعتبار الآثار المتزايدة للتغيرات المناخية على مستقبل المجالات الترابية والساكنة التي تقطنها. كما ستلامس الورشات المبرمجة في إطار هذا الموعد الإفريقي الهام مسألة الانتقال الديمقراطي والسياسي في القارة، وذلك في ظل البحث عن حلول لأزمة ديمقراطية القرب. وستتناول قمة منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية كذلك موضوع الانتقال الإقتصادي والاجتماعي، في أفق دعم تنمية اقتصادية محدثة لمناصب الشغل اللائقة، ومكافحة الفوارق والاختلالات التي تعاني منها إفريقيا، فضلا عن التطرق لانعكاسات الانتقال الثقافي والتواصلي، بما في ذلك تبني مرجعيات ثقافية وعلمية وفلسفية جديدة، اعتمادا على التكنولوجيات الجديدة للإعلام والاتصال. وسيعمل المشاركون في هذا الحدث القاري على تحديد ميزات وخصوصيات مختلف أشكال الانتقال هاته، بما يتماشى مع سياق وخصوصيات إفريقيا، فضلا عن تحديد دور الجماعات الترابية في تفعيلها. وستكون ” أفريسيتي” 2018 بمراكش حقا موعدا استثنائيا يتيح للجماعات الترابية ومجموع الفاعلين الأفارقة إعادة توجيه سياساتهم واستراتيجياتهم لصالح تنمية أكثر استدامة وأكثر شمولية.