تأكد يوم أمس من أن جنازة القائد التاريخي للثورة الجزائرية حسين آيت أحمد ستكون بمراسيم شعبية وغير رسمية كما أراد لها النظام في الجزائ، وكما سبق وأن نشرته "العمق المغربي"، استنادا إلى مصدر حزبي من الجزائر، في مقال نشر يوم أول أمس الجمعة، بعنوان: "النظام يريدها جنازة رسمية وحزب آيت أحمد وأسرته تريدها شعبية: جدل في الجزائر حول جنازة المعارض التاريخي "آيت أحمد". إلى ذلك، حسمت جبهة القوى الاشتراكية الجدل بشكل نهائي بإعلانها تنظيم مراسيم تشييع جنازة الراحل بخصوص من سيتكفل بتشييع جنازة الفقيد: الدولة أم الحزب وحاضنته الشعبية. حزب جبهة القوى الاشتراكية حسم الجدل وأعلن، في مقر حزب جبهة القوى الاشتراكية، أن موعد دفن الفقيد الراحل حسين آيت أحمد، سيكون يوم الجمعة القادم الذي يصادف بداية السنة الجديدة، بمسقط رأسه في قرية آيت أحمد بعين الحمام، على أن تلقى النظرة الأخيرة عليه بمقر FFS يوما قبل ذلك، وستكون مراسم الدفن وطنية وشعبية، وذلك تنفيذا لوصيته. واعتبر هذا الوقف المتعلق بتمسك الزعيم التاريخي بأن يسلم جثمانه إلى حاضنته الشعبية والوطنية دون الرسمية، بأنه "آخر موقف معارض من آيت أحمد". وعليه، فإن الزعيم الراحل لن يدفن في مقبرة الشهداء العالية في الجزائر العاصمة، كما أن النظرة الأخيرة لن تلقى عليه داخل أية مؤسسة رسمية، مثلما ورد في بيان تلاه محمد نبو، الكاتب الأول لFFS بمقر هذا الأخير، مؤكدا على أن المراسيم ستكون وطنية وشعبية، في إشارة واضحة لرفض حزبه وعائلته أي تكفل رسمي بمراسيم الجنازة. وستلقى النظرة الأخيرة لجثمان الفقيد آيت أحمد الذي سيحل بالجزائر يوم الخميس 31 دجنبر بالمقر الوطني للحزب، فيما ستتم مراسيم تشييع الجنازة والدفن يوم الجمعة فاتح يناير في مسقط رأسه في قرية آيت أحمد ببلدية آيت يحيى بعين الحمام، كما أوضحه بيان الحزب. من جهة أخرى، حل بالجزائر الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي لتقديم العزاء في وفاة "رفيقه في الكفاح المغاربي" حسين آيت أحمد الذي كانت تربطه كذلك علاقات عائلية وصداقات قوية بالمغرب. وحسب ما تناقلته وسائل الإعلام الجزائرية، فإن عبد الرحمان اليوسفي زار مقر جبهة القوى الاشتراكية، رفقة السفير المغربي، حيث قال في كلمة له بالمناسبة بأن الراحل أيت أحمد "شخصية عالمية ناضلت من أجل استقلال الشعوب وحقوق الإنسان". داعيا إلى "تحقيق مشروع حسين آيت أحمد ببناء مشروع الاتحاد المغاربي، لأن أوضاع المنطقة صعبة وتتطلب الوحدة أكثر من أي وقت مضى". كما كان رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، قد قدم تعازيه في وفاة حسين آيت أحمد، وإلى عائلة الفقيد وعموم الشعب الجزائري. ومعروف أن FFS من الأحزاب التي تناضل من أجل بناء فضاء مغاربي تلتقي فيه شعوب المنطقة بعيدا عن الحساسيات السياسية التي تفرق الدول.