نظم منتدى أطلس للثقافة والفنون بخنيفرة مساء الجمعة الفائت حفل توقيع كتاب" المسرح والسرد نحو شعريات جديدة" لصاحبه الدكتور محمد أبو العلا. في حديثه عن مؤلفه أمام الحاضرين بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بخنيفرة قال الدكتور محمد أبو العلا "في حفل التوقيع أصر دائما على أن أكون صامتا لكن أمام إلحاح زملائي سأحاول أن أقول مايبدو لي خارج ماكتب بل كانطباع حول سياق الكتابة قبل يوم النشر أما بعده فالكتاب الذي كان بيميني صار في ملك القارئ…أنا أومن في هذه اللحظة بموت المؤلف و مع ذلك سأبرر حضوري في المنصة كمؤلف في حضرة نقاد بالحديث عن العتبة كحيز يضمن لي كبرزخ الحديث البراني بدل الجواني للكتاب" موضحا أن "العنوان هو منطقة للتجاذب بين لحظة الانتهاء من آخر مايفكر فيه الكاتب و أول مايفكر فيه القارئ…بمعنى ما مسوغات هذا العطف بين المسرح و السرد ؟ ألم يكن من الأجدى ترك هذه المساحة شاغرة بدل ملؤها بالواو…فالحديث عن واو العطف بين خطابين هو حديث عن سؤال جديد و شعرية وافدة جعلت التفكير في الفصل الذي طال المسرح و السرد ينتقل إلى وصل و هو ما يفيد الانتقال من شعرية أرسطية ظلت مهيمنة و محيلة على مايحكى و مايحاكى و مسوغات هذه العودة الآن للسرد ؟ما مبررات هذا التنازل عن فكرة إبعاد كل مايفضي إلى تسريد متخيل منذور كي يكون ملعوبا ؟". صاحب مسرحية "بعد الحكي تموت اللقالق" أضاف في كلمته "جرت مياه كثيرة تحت الجسر أفضت إلى هذا المتغير منها تقويض مركزية السرديات الكبرى بسرديات صغرى موصولة بشعرية للنصوص"نصوصية" أمست مهيمنة بدل هيمنة للأجناس هذا بالإضافة إلى ما ساقته ما بعد الحداثة من هدم لليقينيات و الحدود و فسح المجال لما ظل على الهامش..سياق كهذا محتدم هو سياق لقلق و دهشة السؤال حيال ما صار إليه الأدب على ضوء سؤال الفلسفة الذي كان حاضرا بقوة في مباحث هذا الكتاب للعبور نحو المضمر المتحكم في الطافي من الإشكالات". نفس المتحدث زاد قائلا "الفلسفة التي تمعن في تداعيات هذا التحول نحو الآخر بدل التمركز الأعمى حول الذات الذي عمر لقرون….و ينضاف إلى هذا سؤال خطاب محسوب على الحداثة لم يعد قادرا على إثبات هويته إلا بالعودة إلى المحكي الذي هو في أغلبه منسوب إلى التراث و هو ما بعني تصدع هذا الخطاب الحداثي باستعارته لما ينتسب لخطاب آخر هو خطاب التأصيل." نفس المصدر استطرد بالقول "من هنا فالعودة للمحكي التراثي بالخصوص يضع المسرح في مآزق حافة و أسئلة كبرى لت فكاك منها منها الشرق و الغرب الحداثة و التأصيل….ثم الأدبية و التمسرح و الحاجة إلى إعادة النظر في هذا التداخل بالتوسل بنقد ثقافي بدل نقد محايث ….." على حد تعبيره. كما عرف اللقاء الذي سيره الأستاذ مصطفى ذهبي مدخلات كل من الأستاذ نجيب طلال الذي عنون مداخلته: ب " قلق السؤال بين المسرح و السرد" أما الناقد كمال خلادي فمداخلته موسومة بعنوان: " مساحات الوصل أو المسرح الساري في كل شيء" فيما الناقد داد مصطفى كانت مداخلته بعنوان"تجليات عودة المحكي السردي إلى المسرح: أسئلة ورهانات"، قبل أن يختتم حفل التوقيع بتوزيع الشواهد التقديرية على المشاركين.