أعلن عدد من الأستذة المتدربين، عن تفاجئهم من عدم إدراج أسمائهم في لوائح الناجحين في مباراة توظيف الأساتذة الحاصلين على شهادة التأهيل التربوي، مشيرين إلى أنهم اجتازوا المباراة الكتابية والشفوية بشكل جيد وحصلوا على معدلات عالية في مباراتي التوظيف والتخرج. وكشفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، في بلاغ لها اليوم الجمعة، أن عدد الأساتذة المتدربين الراسبين في مباراة التوظيف التي جرت دجنبر الماضي، بلغ 150 أستاذا متدربا، فيما بلغ عدد الناجحين 9129 أستاذا من أصل 9279 حضروا هذه المباراة. "رسوب رغم النجاح" محمد الفحصي، أستاذ متدرب بتطوان، قال في اتصال لجريدة "العمق"، إن مسؤولين محليين بأكاديمية وزارة التربية الوطنية، أكدوا حصوله على نقطة جيدة في مباراة التوظيف، "لكن لم أجد اسمي ضمن الناجحين في المباراة". وقال المتحدث إنه اتصل بالمفتش الذي أجرى له المقابلة الشفوية في مباراة التخرج، وأكد له حصوله على نقطة جيدة، مضيفا أن المسؤولين بالأكاديمية والمديرية الإقليمية بتطوان يؤكدون نجاح كل الأساتذة عكس اللوائح التي أعلنت عنها وزارة بلمختار، حسب قوله. وأضاف الفحصي بالقول: "نعتقد أن المشكل يوجد مركزيا في الرباط، وقد صلتنا معلومات عن دخول وزارة الداخلية على الخط للانتقام من الأساتذة المتدربين الذين كانوا نشيطين في التنسيقية الوطنية". العدل والإحسان أستاذ متدرب من مدينة سيدي أفني، كشف أنه احتل المركز الثالث في المركز الجهوي لإنزكان، وحصل على معدل مميز في مباراة التوظيف، دون أن يجد اسمه من بين الناجحين. وأشار المتحدث الذي رفض ذكر اسمه، أنه يرجح فرضية الانتقام منه بسبب انتماء والده لجماعة العدل والإحسان، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الراسبين ينتمون للجماعة. وكان مصدر من داخل التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، قد كشف لجريدة "العمق" أن عددا كبيرا من الأساتذة الذين رسبوا ينتمون لجماعة العدل والإحسان، بينهم منسقين لفروع التنسيقية بعدد من المدن، وهو ما اعتبره الأساتذة المتدربون خرقا لمحضر الاتفاق القاضي بتوظيف الفوج كاملا. خطأ تقني ! أستاذة متدربة أخرى تدعى حفصة أزواغ، أكدت أنها اجتازت الامتحان الكتابي في مباراة توظيف الأساتذة من الدرجة الثانية بنجاح، واجتازت الامتحان الشفوي بكل تنويه من طرف اللجنة سواءً في التخصص أو في دراسة الحالة أو الشق النفسي، قبل أن تتفاجأ بعد وجود اسمها في لائحة الناجحين. وأضافت الأستاذة المتدربة بمركز وجدة: "لما استفسرتُ عن حيثيات الموضوع في الأكاديمية والمركز الجهوي، قالوا لي إن الأمر مرتبط فقط بأخطاء تقنية، واليوم تغيرت التصريحات من خطأ التقني إلى عدم وجود أي معلومات حول نتائج الأساتذة المتدربين بدعوى احتكار الرباط للنتائج ومحضر الامتحانات، فأصبح العطب رسوبا" . وتابعت قولها: "غموض وشبهات تلف النتائج النهائية، في الأخير يطمئنونني بالدورة الاستدراكية التي أرفضها، وأعتبرها حيفا وظلما ومراوغة لجر ملف الأساتذة المتدربين إلى المجهول"، مطالبة "الجهات المسؤولة بتسريح النتائج الحقيقية والالتزام ببنود محضر 21 أبريل 2016"، حسب قولها. رد الوزارة مصدر بوزارة التربية الوطنية، قال في اتصال لجريدة "العمق"، إن محضر أبريل الموقع بين الأساتذة المتدربين والحكومة، لا ينص على توظيف الفوج كاملا، بل نتائج مباراة التوظيف هي التي تحدد الناجحين من الراسبين، رافضا الإدلاء بمزيد من المعطيات. وكانت وزارة بلمختار قد أوضحت في بلاغها اليوم الجمعة، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، أن نسبة النجاح في مباراة التوظيف بلغت %98.38، داعية جميع الناجحين إلى الإسراع بتوقيع محاضر التحاقهم بمقرات عملهم بمؤسسات التعليم العمومي التي قضوا بها فترة التدريب من 2 شتنبر إلى 31 دجنبر 2016. وأضاف البلاغ، أن فترة التدريب سيتم احتسابها ضمن أقدميتهم الإدارية، داعيا الناجحين إلى استكمال ملفاتهم الإدارية بالوثائق المطلوبة، "وذلك حتى يتسنى للمصالح المختصة بمديرية الموارد البشرية وتكوين الأطر، في غضون الأيام القليلة القادمة، مُعالجة ملفات توظيفهم قصد تسميتهم في الدرجة الثانية، من إطار أساتذة التعليم الابتدائي، أو التعليم الثانوي الإعدادي، أو التعليم الثانوي التأهيلي. التصعيد التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين التي قادت الاحتجاجات طيلة أشهر قبل التوصل لاتفاق مع الحكومة، أعلنت عن عقد مجلسها الوطني غدا السبت بالرباط، لتدارس الخطوات التصعيدية ضد الوزارة بسبب عدم نجاح كل الأساتذة المتدربين. عبد الله الدرازي، عضو التنسيقية الوطنية، أوضح في اتصال لجريدة "العمق"، أن بلاغ وزارة التربية الوطنية لا يلزمهم في شيء، وأن محضر أبريل ينص على توظيف الفوج كاملا وهو ما لم تلتزم به الوزارة، حسب قوله. وأضاف بالقول: "ترسيب أساتذة متدربين ينتمون لجماعة العدل والإحسان، هو محاولة لإذكاء النعرات داخل التنسيقية الوطنية من أجل إفشالها، بعدما استطاعت قيادة احتجاجات المتدربين والتوصل مع الحكومة لاتفاق رسمي أبريل الماضي". يأتي هذا في وقت يخوض فيه الأساتذة المتدربون مقاطعة شاملة للتدريس بجميع المؤسسات التعليمية، مع تنظيم وقفات بعدة مدن احتجاجا على "تماطل الدولة في تسوية وضعيتهم القانونية والمادية داخل المؤسسات، وتأخر الإعلان عن نتائج مباراة ترسيم الأساتذة، والتماطل في تسوية مشكل أساتذة العرفان الذين تم ترسيبهم مجددا". وكشفت التنسيقية الوطنية، في ندوة صحفية، عقدتها أول أمس الأربعاء، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، عن عودتها للاحتجاج في مختلف المديريات الإقليمية لوزارة التعليم، بعد أن "تنصلت الجهات المسؤولة من التزاماتها الواردة بمحضر الاتفاق 13 و21 أبريل، ومخرجات لقاء لجنة المتابعة بحضور كافة الأطراف في 30 نونبر الماضي".