قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين، إنه كلما التقت إرادة الملوك مع الشعب والنخبة تتحقق المعجزات، معتبرا أن هذا الأمر هو واحد من أكبر أسرار انتصار الشعب المغربي في معركة المقاومة والتحرير. وأوضح بنكيران في كلمة له خلال افتتاح مركز الوثائق التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير بالرباط، اليوم الأربعاء، أن التقاء إرادة الملوك بالشعب والنخبة، هو "سر نجاح المسيرة الخضراء واسترجاع الأقاليم الجنوبية، وسر نجاح المغرب الذي يجب الحرص عليه وهو التقاء الإرادات الحسنة وتعاون المكونات التاريخية والأساسية". وأضاف أن نخبة المغرب كانت دائما نخبة متنورة وخاصة واستثنائية، مشيرا إلى أن ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال، الذي يصادف 11 يناير من كل سنة، توحي بمعنى كبير جدا، مشيرا إلى أن الشعب حين يرى نخبته تسير في الاتجاه الصحيح وتضحي ولا تتراجع ولا تبيع وتشتري، فإنه يدعمها ويحترمها ويسير معها. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قال إن الجنرال الفرنسي ليوطي، "لما دخل للمغرب اعترف أنه وجد في هذا البلد ما لم يجده في دول أخرى، وقال إن المغرب لديه نخبة خاصة به لها ثقافة وأصالة وكرامة، ولا تقبل أي شيء، نخبة محترمة تحترم نفسها وتقف في الوقت المناسب في الاتجاه الصحيح تحت قيادة ملوكنا الذين لم يفرضهم أي أحد علينا، وهم يحكمون البلاد منذ 4 قرون، ولم يكن حينها جهاز "جي بي إس" ولا أي شيء من الأمور الجديدة التي يمكن ضبط الشعوب بها". وتابع قوله: "كان المواطنون ينضبطون لملوكهم وللمشروعية، ثم بعد ذلك تأتي الأمور الأخرى التي هي ضرورية في أي دولة عصرية، والشعب ينظر إلى نخبته باحترام، الذين يستحقون الاحترام طبعا، ويقدرون ويتجاوبون معها ويضحون معها". وأشار إلى أنه "بهذه الطريقة أعددنا الإنسية المغربية التي عاشت قرونا عديدة، هذه الخصوصية التي عشنا بها القرون الطويلة والتي قمنا بها في هذا الجناح الغربي للأمة العربية والإسلامية، ببناء حضارة متميزة وروح معتدلة وغير إقصائية". وختم بنكيران قوله بحضور شيخ الاشتراكيين عبد الرحمان اليوسفي: "الفقيه البصري رجع للمغرب في إطار ودي وتصالحي بعدما بقي مدة طويلة خارج الوطن، هذه الأمور لم تعد تقع إلا في المغرب، فعلا هذا المغرب أعطى دروسا في الحضارة والرقي والحفاظ على ذاكرته والاعتراف بنفسه وأبنائه".