بالتزامن مع الحادي عشر من يناير، موعد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، افتتحت المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير مركز الوثائق التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير؛ وذلك بحضور عدد من الزعماء السياسيين، تقدمهم الوزير الأول الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، و"رئيس الحكومة المكلّف" عبد الإله بنكيران. وحضر خلال هذا الافتتاح، إلى جانب اليوسفي وبنكيران، عدد من السياسيين، كمحمد اليازغي، الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بالإضافة إلى وزير المالية الأسبق فتح الله ولعلو، والسفير المصري في الرباط أحمد إيهاب جمال الدين. وخلال قص شريط مركز الوثائق التاريخية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، حضرت "قفشات" عبد الإله بنكيران، الذي رافق اليوسفي في هذا الافتتاح؛ فمباشرة بعد قص الشريط قال لزعيم الاتحاديين: "انتهى الكلام"، في إشارة منه إلى بداية عمل المركز. وألقى رئيس الحكومة المعين كلمة في الموعد المذكور، أثنى من خلالها على النخبة المغربية تخليدا لتاريخ الحادي عشر من يناير، قائلا: "كلما التقت إرادة الملوك والشعوب والنخب تكون المعجزات"، معتبرا أن ذلك "يعد أحد أكبر أسرار انتصار الشعب المغربي في معركة المقاومة والتحرير". وقال بنكيران إن "هذا الانسجام هو السر وراء استرجاع الأقاليم الجنوبية، وكذا التقاء الإرادات الحسنة والتعاون"، مضيفا أن "المغرب له نخبة خاصة وثقافة خاصة وكرامة وأصالة لا تقبل أي شيء، كما أنها نخبة محترمة وتقف في الوقت المناسب في الاتجاه الصحيح تحت قيادة الملوك"، على حد تعبيره. وفي وقت أثنى بنكيران على النخبة المغربية، لم يفوت الفرصة دون أن يبعث رسائل ود إلى المؤسسة الملكية، إذ قال: "الملوك لم يفرضوا علينا.. قرون وهم يحكمون البلاد ولم يكن هناك لا GPS ولا أي شيء من الأشياء الجديدة التي تضبط بها الأمور حاليا، والتي هي ضرورة في أي دولة عصرية"، مردفا بأن "المواطنين ينضبطون لملوكهم بالمشروعية". وتابع المتحدث ذاته التأكيد أن "الشعب المغربي ينظر إلى نخبته باحترام وتقدير، كما يتجاوب ويضحي عندما يرى أنها تضحي وصادقة، ومَا كَتْبِيعْ مَا كَتْشْرِي"، وزاد: "في هذه الحالة يتبع الشعب النخبة، وبهذه الطريقة كانت الإنسية المغربية التي استمرت لقرون، وأنتجت هذه الخصوصية حضارة متميزة وروحا معتدلة غير إقصائية".