يمكن اعتبار الأنترنت في يومنا هذا العمود الفقري للتقنية، فجميع الأجهزة تحتاج إلى اتصال بالإنترنت للاستفادة القصوى منها، لكن إذا كنت تعتقد أن جوجل ويوتيوب والمواقع الإلكترونية المرئية هي الإنترنت فإن اعتقادك خاطئ، فكل ما تعرف عن الإنترنت فهو لا يمثل سوى 16% فقط من محتوى الإنترنت بشكل كامل، فالشبكة العنكبوتية مكونة من عدة طبقات، معظمها لا يظهر للمستخدم العادي ولا يستطيع الوصول إليها من خلال محركات البحث المعروفة مثل جوجل والياهو ... لذلك تسمى بشبكة الإنترنت الخفية أو المظلمة. ماهو الأنترنت المظلم؟ من الضروري أن تعرف كل عملية بحث تقوم بها لا تعطيك سوى 0.03% من المعلومات التي لها علاقة بكلمة مفتاحية التي تبحث عنها، أما باقي المعلومات المتعلقة بكلمة البحث لا توجد إلا في الإنترنت الخفي، لنضع النقاط على الحروف، ما يظهر لنا عند البحث في محرك البحث جوجل، أو عندما نتصفح المواقع الإلكترونية فكل هذا يعرف بالمحتوى القابل الفهرسة (surface Web) يمكن أن نسميه بالسطح الويب، هذا يعني أن هناك مواقع أخرى في شبكة أخرى غير قابلة للفهرسة ولا يمكن أن نجدها في نتائج البحث جوجل لكن لها محركات بحث خاصة بها! ما هو الهدف من هذه الشبكة الخفية؟ يعتبر الانترنت المظلم هو المكان المفضل للمخترقين (الهاكرز) حيث يقومون بأعمالهم الإجرامية بعيدا عن أعين الحكومات. وقد تجد في هذا العالم محلات تجارية لبيع وشراء في الممنوع من قبيل المخدرات، القاصرين سواء ذكور أم إناث لأجل ممارسة الجنس، أو في بيع وشراء أعضاء جسد الإنسان، وأشياء أخرى لا تخطر على بال … كما أن هنالك خدمات تقدمها مواقع إلكترونية مثل القتل، تعذيب، ممارسة الجنس. وتوجد العديد من المواقع الإكترونية في هذه الشبكة من تقدم خدمة red room، الغرفة الحمراء وهي عبارة عن مشاهدة بث حي لتعذيب شخص ما كما أن المشاهد هو من يختار طريقة التعذيب. كيف يمكن أن نصل إلى هذه الشبكة؟ لا يمكنك الوصول إليها إلا من خلال متصفح واحد فقط هو "TOR" وهي اختصار ل (the onion router) أي التوجيه البصلي، ذلك المتصفح هو منفذ لهذا العالم الخفي فهو كما سبقنا ذكره أنه لا يكشف عن هوية مستخدمه، لذلك فهو مفيد للصحفيين الذين يناقشون قضايا هامة، أو المتواجدين في مناطق الغير مستقرة أمنيا. كيف تعمل هذه الشبكة؟ الغريب في الأمر أن هذه الشبكة مكونة من مجموعة كبيرة من الأجهزة شخصية وخوادم التي يشغلها متطوعون حول العالم وتدعى هذه الأجهزة بعقد! ثم يختار TOR بشكل عشوائي هذه العقد لتمرير الاتصال ويمر ذلك الاتصال عبر ثلاثة عُقد، عقدة الدخول والعقدة الوسطى وعقدة الخروج، فهذه الطريقة التي يعمل بها TOR تمنع أي مستخدم من التجسس على مستخدم أنترنت آخر، كما أنه يمنع تلك المواقع التي يزورها المستخدم من معرفة مكانه الجغرافي وذلك عن طريق إخفاء IP الخاص بجهازه وتغييره ب IP مزيف! في النهاية لا أعتقد أننا في حاجة إلى استخدام هذه الشبكة الممنوعة دوليا، ولا توجد فيها أي استفادة سواء كان بهدف تعليمي أو بدافع الفضول، فالإنترنت الذي نتصفحه الآن يحتوي على أكثر من مليار موقع يمكننا قتل وقت الفراغ بالبحث عنها. فمن الضروري تجنب استخدام هذه الشبكة لأنك ستعرض نفسك للخطر.