بالرغم من حديث بعض وسائل الإعلام المقربة من الدوائر العليا بالمملكة، تصوير اللقاء بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران ورئيس الجمهورية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، على أنه لقاء فاشل، وتجاهل وسائل الإعلام الرسمية ك "وكالة المغرب العربي للأنباء" لخبر الزيارة بصفة تامة، إلا أن مصادر موريتانية أكد أن زيارة بنكيران نجحت في وقف تصعيد موريتاني كان سيكلف المغرب كثيرا. وبحسب المصادر ذاتها، فإن النجاح الأول الذي حققته الزيارة هو "محاصرة الأزمة" من أساسها وتطويقها بشكل كامل، بل إن الزيارة، وفق المصادر ذاتها، أعطت دفعة كبيرة لتحسين العلاقة بين البلدين بعد الجمود الكبير الذي عرفته منذ سنوات، مشيرة أن تصريح بنكيران بٌعيد لقاء الرئيس خير دليل على ذلك حينما قال: "رب ضارة نافعة، هذه التصريحات ستكون منطلقا لعلاقات جديدة بين نواكشوط والرباط". وأوردت المصادر ذاتها، أن النجاح الثاني الذي حققته الزيارة، هو اقتصادي بامتياز، حيث تراجعت موريتانيا عن قرار كانت تعتزم اتخاذه، ويتعلق الأمر بمقاطعة الخطوط الجوية الملكية، وهو ما كان سيُكلف الدولة كثيرا، خصوصا وأن موريتانيا تعتبر بوابة الكثير من السياح إلى باقي البلدان الإفريقية، حيث كان القرار سينضاف إلى القرار السابق الذي اتخذته قيادة أركان الجيش الموريتاني القاضي بنقل شبكة اتصالاتها المغلقة الخاصة بقوات الجيش الموريتاني من الشركة المغربية الموريتانية مورتيل، إلى شركة سودانية موريتانية. أما ثالث نجاح، تحدث عنه المصادر ذاتها، فهو أن الزيارة استطاعت أن "توقف الحملة العدائية التي كانت الصحف الجزائرية والداعمة لجبهة البوليساريو تعتزم إطلاق بشكل منسق من أجل تسميم العلاقة بين الدولة الموريتانية والمملكة المغربية وكذا محاولة عرقلة عودة المغرب للمنتظم الإفريقي، مستغلة في ذلك تصريحا شباط، التي وصفت بها الصحف الجزائرية أن تكشف عن العقلية الاستعمارية للمغرب"، مشيرة أن الزيارة "أخرست أيضا بعض الصحف المغربية التي رأت في الواقعة مناسبة لاستهداف التحالف بين حزب رئيس الحكومة وحزب الاستقلال".