"دور الشباب في مناصرة حقوق الإنسان" موضوع الحلقة الأولى من سلسلة حوار القيادة الشبابية        واشنطن ترفض توقيف نتانياهو وغالانت    وفاة ضابطين اثر تحطم طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية اثناء مهمة تدريب    المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أمن البيضاء يوقف شخصا يشتبه في إلحاقه خسائر مادية بممتلكات خاصة    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال في مطار الجزائر بعد انتقاده لنظام الكابرانات    الحكومة تُعزز حماية تراث المغرب وتَزيد استيراد الأبقار لتموين سوق اللحوم    رسميا.. اعتماد بطاقة الملاعب كبطاقة وحيدة لولوج الصحفيين والمصورين المهنيين للملاعب    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة علمية نقدية لمنهاج رشيد أيلال في نقده لكتاب البخاري
نشر في العمق المغربي يوم 23 - 01 - 2018

أولا من حيث الشكل : تبين للباحثين والمستفيدين من قراءة المؤلف المعنون ب : نهاية كتاب البخاري " نهاية أسطورة " أن فصول الكتاب غير متناسقة ولا منسجة حيث أسهب الباحث بإطناب غير بلاغي لتناول قضية أمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الصحابة ألا يكتبوا أي شئ قاله وهم له حاضرون سامعون معايشون في عهد النبوة ولانعلم كما لا ندري مالغاية وما الهدف من هذا الإسهاب والإطناب لموضوع ولقضية تناولتها الكتابات والمؤلفات منذ قرون هذه عديدة ، واختلفت عنها مدارس الفكر الإسلامي على مختلف مذاهبها وفرقها وكذلك أيضا نحلها ، كما أورد أسماء بعض المؤلفين أو الكتاب دون الإشارة إلى كتبهم ومؤلفاتهم ، وإن أشار إليها فبطريقة إعتباطية بدائية تجعل القارئ يتيه في متاهات وغياهب الظلام ، دون أن يكون البحث بحثا يؤدي إلى التطور الذهني ، وتغييرا لعقليات الأسلاف التي كانت لها قيمتها في زمن أولئك الأسلاف أنفسهم ، ولكن فقدت قيمتها حالا في زمننا الحاضر ، وسنشير إلى تفصيل هذا في المضمون ، فنظن أن الرجوع إلى ما قد تم الفصل فيه هو مضيعة للوقت وإسالة للمداد في غير هدف وحتى لا نخلط بين الشكل والمضمون فكفاكم القراء الأعزاء ما ستقروؤنه لهذا الحين حتى نطرق باب المضمون.
ونظرا لكون هذا الفصل الأول أكثر من غيره وأوسع فنظن ونعتقد أن من ورائه حاجة في نفس يعقوب ، في حين أن عنوان الكتاب هو " نهاية أسطورة البخاري " ومالغاية ثم مالحاجة إلى أمر النبي عن كتابة أو عدم كتابة الحديث ؟؟
ثم خصص الباحث أيضا من حيث الشكل وسط الكتاب مجموعة من الوثائق المكتوبة مكررة على عدة صور أخذت أيضا صفحات عديدة ، ثم في آخر الكتاب أورد الكاتب ذ – رشيد أيلال وتقديم مقدمته الأستاذ عبدالنبي الشراط ، إذ إن من بعض أساسيات البحث العلمي أن للمقدم وللمشرف مسؤولية علمية فيما قدمه المقدم وما أشرف عليه المشرف ، قلنا : أورد المؤلف في آخر الكتاب أقوالا وآراء لكبار علماء الحديث في ما يتعلق بالبخاري ، وفيما يتعلق بذكر المراجع التي تعتبر جزءا مهما فيما يخص الشكل فإنها لم تذكر بالطريقة المعهودة في الأبحاث العلمية الدقيقة .
في ص 149 في كتابه صحيح البخاري " نهاية أسطورة " الناشر دار الوطن الطبعة الأولى ، أسرد الباحث عنوانا سماه البخاريات ، ويقصد بذلك الأحاديث التي أوردها البخاري وعددها تسعة أحاديث ، وهي بمثابة العنوان الحقيقي الذي كان على الأستاذ وكاتب تقديمه الشراط أن يركزا على الأحاديث التي تفوق تسع أحاديث المذكورة التي ناقشها العلماء الأقدمون وبوبوها حسب علم الحديث وقواعده ، ونحن نرى : أن النسخة الأصلية لكتاب البخاري والصور العديدة التي تبين النسخ وأغلبها بالخط المغربي أخذت حيزا كبيرا من الكتاب حيث وصلت إلى 91 صفحة واستهلك الفصل الأول الذي أطلق عليه آفة تدوين الحديث ما مجموعه 54 صفحة ، وهذان الفصلان من الناحية الشكلية لا علاقة لهم بالعنوان ، إذ من أخلاقيات الأمانة العلمية أن يؤلف كتاب خاص لمن أراد ذلك للرجوع إلى الأرشيفات العالمية للبحث عن نسخةالبخاري وهذا بحث آخر ، في حين أنه يمكن أيضا أن نؤلف كتابا تحت عنوان : إشكالية عدم تدوين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في عهده ، وهذان كتابان جديدان أما أن ندخل هاذين العنوانين في كتاب بعنوان : صحيح البخاري " نهاية أسطورة " فنعتقد أن هذا محض هراء وإملاء لفراغ غير موجود ..
ص 134 السطر 10 :
سيدي الأستاذ كتبتم قائلا : وبعد هذا الكتاب سنجد من الشيوخ وأتباعهم من سيصفنا بأقدح النعوت وأقبح الأوصاف ، إياك أن تظن سيدي الأستاذ أنتم ومن ربما سيسير في نهجكم أننا د/ محمد عبدالسلام فارسي ، وذ/ عبدالله سدراتي لايمكن لنا ذلك 0
لأن وجهة نظرنا الراسخة في النقد هو النقد الذي يهدف للإصلاح والتعديل والتغيير من وجهة الناقد بناءا على المنهاج العلمي ، الذي يتبناه الناقد ووفق المدرسة النقدية التي يعتبر الناقد مواليا لها ، أو من أتباعها ، فلا يعتبر من وجهة نظرنا ناقدا من يمس شخصية الكاتب والمؤلف الذي يتناول عمله وأبحاثه بالنقد ، بمعنى اتهام المؤلف في تصرفه أو معتقده وسلوكه بوجه عام ، لكن الذي نهدف إليه هو النقد والإنتقاد بمعنى أننا ننقد وننتقد كلام المؤلف الغاية محاولة إظهار محاسن مايكتب ويقول من الكلام ، كما نظهر عيوبه إذا ماكانت هناك 0 ولا نعتبر مابيناه من محاسن أو من عيوب أنه الأقوم والأصلح ، لكن الحكم هو درجة تمسكنا بأساسيات منهاج النقد العلمي السائد والذي نال درجة الإجماع ، أما وجهة نظرنا الذاتية فهي نوع من الخروج عن جادة البحث ، هدفنا وغرضنا هو عملية التنقيح من اختصار الألفاظ مع محاولة توضيح معناها بنقاح الأسلوب العربي الخالص ولباب العربية فنحن لا نعرف ما مفهوم الشيوخ من وجهة نظركم مادمتم لم تقدموا للقراء التعريف الإجرائي لكلمة " الشيخ " ، لكن نخاف أنكم بدون ترو ، أن تقصدوا رجال الدين جميعهم بدون توضيح ، ونظن إذا ما أنتم كذلك ، نظن أن هذا لم يبق بحثا علميا بل توجها ذاتيا لأمر ما أنتم فقط من يدري الهدف والقصد ؟
فالناقد الذي يقدح ويتهم المؤلف في شخصيته وذاته هو من وجهة علم النفس المرضي الإكلنيكي شخصية مضطهدة Personnalité Persecutive وأيضا شخصية نرجسية Personnalité Narsecutive ، وأيضا من يتوقع قبل القيام بعمل ما أن الآخرين سيمدحون تصرفاته وأعماله وسلوكاته ، أو سيذمونها فهو وفق علم النفس المرضي شخصية في حاجة للإستشارة النفسية فالكمال خصلة وسمة نسبية والإحتمال القائم على أسس المنهاج العلمي هو صواب مرجو تحقيقه إن أمكن 00
قلتم سيدي الأستاذ وأنتم تستعملون تعابير عاطفية : وسينبري العديد منهم ليتهمنا في عقائدنا ونياتنا فإلى الله المشتكى مما سنجد منهم ص 134 0
سيدي الأستاذ : إن التحليل النفسي لهذه العبارات يحمل ضمنيا شحنات عاطفية معروفة لذى المختصين في مجال السلوك البشري إعتمادا على اختبارات سايكومترية ذات الصدق Validity والثبات Reliabity ، المعتمدين ، فالمؤلف مطلوب منه أن يؤلف ويبدع لكن باعتماد منهاج علمي معين ومحدد ، والرجوع إلى مراجع موثوقة في ميدان تأليفه ولا يلقي بالا مما سيقوله الآخرون بعد ، من إطراء ومدح او ذم وتأنيب 0
فإذا انتقده الآخرون فهم قبل كل شيء هم من أولوا له الإهتمام من غيرهم والتفتوا إلى مؤلفه وانكبوا على قراءته وصرفوا ثمنه واقتنوه ، أما من يضرب به عرض الحائط ويعتبره مهزلة ومضيعة للوقت فذاك شأنهم ، فالمنتقد ملزم عليه الإطلاع على محتوى النقد ومضمونه وشكله فإن ظهر له أن ما وجه إليه من نقد وانتقاد فعليه اتباع معطياته وإن أحس بأن النقد هو ذاتي إعتقادي شخصي غرضي فليترك الحبل على الغارب ، دون معاناة ولا عاطفة ولا تعابير تدل على أعراض نفسية تخفي وراءها تشخيصات خاصة — ٪
في ص 134 كتبتم : إختلاف بين البخاري ومسلم !!
سيدي مالذي يضير ويعتبر عيبا ونقيصة إذا ما اختلف عالمان أو باحثان في أمر ما ؟ أو قضية ما ؟ شريطة أن يعتمد الإختلاف على قواعد وأسس ، أليس في علمكم سيدي أنه من النقاش تنبثق الحقيقة La vérité de La discussion ، ألم يصل إلى علمكم أن الإختلاف هو الدينامية والتطور والحركة نحو الإتجاه الموجب ، وأن نوعا من الإتفاق المزيف والمزين والمملح ماهو سوى موت للتقدم والتطور ، والإتجاه نحو القطب السالب ، هذا نظن أنه يبدو لك هو مبدأ فيزيائي في الحركة والإنجدابية ، لكن دائما وفق منهاج موضوعي تجريبي قدر الإمكان ، أما مأخذ الشخصية والإيديولوجية والمصلحية فهذا بالنسبة لنا لا نعرفه ولاأبدا يمكننا أن نهتم به أو نلتفت إليه ، ثم بعد ذلك ركز ذهنك وقارن وناقش وانتقد دون تحيز ولا أدلجة وعندها ستخرج ربما بنتيجة تجعلك في وضعية سليمة وعلى أرضية صلبة 0
ناقشت الإسراء والمعراج وناقشت البراق وماهية الشيطان والجن ؟ أظنك سيدي قد أرهقت ذهنك في أمور تعتبر غيبية عقدية تستوجب الإيمان بها كالقدر وغيره ، لكن الأهم نراك لم تعره اهتمامك ، إنه الإقتصاد الإسلامي وقارنه بالإقتصاد اليهودي القائم على التعاليم اليهودية غير المزورة والتعاليم المسيحية غير المزورة فإنه ستجد أن الأديان السماوية هي واحدة أساسها السلام ، لكن الكفر والتحريف وسوء الفهم والتغريض والأكاذيب هي رذائل ومعايب ونواقص إعتمدها وتمسك بها الإنسان الظالم الجائر المتسلط ليقهر بها أخاه الإنسان ويستعبده ليمص نخاع شوكه ويهدر دمه ويدنس مقدساته ويحرمه من حقوقه ، والأديان السماوية غير المحرفة كلها بريئة من هذا ، لأن أناسها كلهم هم رسل من الله عز وجل للمخلوق البشري ، دعك سيدي من ما يريبك إلى مالا يريبك ، ناقش المحسوس المعاش ودعنا من الغيبيات سواء منتسب بها أو أنت بها كافر فلن تفيدك في شيء بل تضرك بالوسوسة والتفكير المهيمن عليك ، إنه تفكر وسواسي قهري يعطل فقط قدراتك 00
الكتاب والمؤلفون يقولون في التنمية الذاتية والتكنولوجيا إختلاف X وY أمر لايهم والذي يهم هو مناقشة طبيعة الإختلاف والمنهاج الذي أقيم عليه الإختلاف ، فنفي الإختلاف هو اتجاه مرضي واختلاقه وفبركته دونما حاجة هو ايضا توجه مرضي والتواطؤ والإتفاق على شيء معتمد على منهاج محلل الأركان مغرض هو أيضا اتجاه باثولوجي صريح ، فقانون الدينامية مضاد بقانون الستاتيك Dynamic law is againts the static law في الطبيعة والسلوك الفردي المجتمعي ، إطلع إن أمكن لكم سيدي على علم الميكانيكا وعلى الثرمودينامكس Thermodynamics فلابد من احتراق الوقود لتنتج الحرارة ، والحرارة طاقة والطاقة حياة وتطور 00
لاحظ سيدي الأحاديث التي تناقش أنت سيدي أهميتها على مستوى التشريع وما يفيد المجتمع نظن أن هذا الذي شغلت به نفسك أمر لايمس ما يهم الناس 00
1- إقامة النبي عند أم سلمة ثلاثا ثم تزوجها 0
2- الطلاق الثلاث 3- صلاة الكسوف 0
أيبدو لكم في هذه الأحاديث تعطيل للزكاة ؟ إشراك بالله ؟ أكل مال اليتيم ؟ إلحاق الضرر بالصحة من شرب وأكل لمادة مضرة بالصحة ؟ سرقة لأموال الآخري ؟ قتل الأبرياء وممارسة الإرهاب ؟
أظن أنك هوست نفسك ووسوستها في مالا يجدي نفعا حاول أن تناقش الأسس الهامة في الدين وسائر الأديان والقواعد والمناهج السياسية العادلة والتنمية المستدامة وأسس وقواعد التنظيم الإجتماعي والمحافظة على البيئة ، أما أنت سيدي الأستاذ فأراك قد سيطرت عليك فكرة البخاري والشيوخ المجهولين وجعلتك تصرف مالك في نفقات الطبع وتهدر وقتك الثمين فيما أكل عليه الدهر وشرب ، وليكن في علمك أن انتقاد البخاري ومسلم قد حصل منذ حياتهما ، تولاه العلماء الأفذاذ المتفردون بكفاءتهم ومكانتهم العلمية في حضرة البخاري ولم يرد عليهم بسوء الكلام بل أصلح ماكان منهم ونقح وعدل ، ولم يترك البخاري أبدا وصية مفادها : عليكم بمضمون كتابي أيها المسلمون ؟ أما أن تؤاخد شخصا بهذه الدرجة فأعتقد أن هذا تصرف غير لائق كمثقف وباحث يريد إصلاح المجتمع وإقصاء التعصب والجدال العقيم ، إن الجدال الذي يدور في حلقة مفرغة هو من بين العوامل المعيقة للتطور العلمي وتقدم البشرية النقاش فيما هو واضح ومعاش وواقعي هذا هو الذي يؤدي إلى الحقيقة 00
– أعلام ضعفوا أحاديث في الصحيحين ص 134 :
سيدي نلاحظ أنك أجملت كلية أحاديث البخاري بكونها ضعيفة هل نفهم من هذه العبارات هل تعني أن كل أحاديث البخاري ومسلم أحاديث ضعيفة ؟ أو أن بعض الأحاديث فقط هي الضعيفة ؟ لكن تركيب : أحاديث في الصحيحين تركيب إضافي بمثابة المعرفة وهو تعبير يتضمن بعض الأحاديث وكان من الأليق والأنسب والأجدر أن تقول : بعض الأحاديث في الصحيحين ، لكن القارئ العادي قد يمر بالتعبير إلى كل الأحاديث ولكن إذا أضيفت كلمة " بعض " كان الفهم واضحا وبينا 0 هذا من جهة أما من جهة ثانية فنظن سيدي أنكم كما أسلفنا غير متطلعين بل ليس لكم أي إلمام بعلم الحديث وأنتم تنتقدون علم الحديث وتخطئون ولا نقول تنتقدون بعض علماء الحديث وهما البخاري ومسلم وربما مستقبلا ستنتقدون بقية علماء هذا العلم مادمتم على هذا الإتجاه رغم ما تبديه من تقية واحتماء وظل خفيف كأنك تدافع عن صون الحديث النبوي وتنقيته وتنقيحه مما علق به من الشوائب ! ممكن ذلك لكن هذا المنهاج وهذا الأسلوب المستعمل من قبلكم في نظرنا لن يؤدي إلا إلى تقويض قواعد بحثكم وجعله أن يصل إلى درجة الإهمال ورميه في سلة المهملات 0
سيدي لا بأس أن نذكرك بأن الحديث منقسم إلى ثلاثة أقسام : الصحيح والحسن والضعيف 0
وإليك من منظومة جلال الدين السيوطي المصري القاهري من منطقة سيوط الذي ألف أكثر من ستمائة كتاب في مختلف المعارف البشرية فقد عرف الحديث الضعيف قائلا : هو الذي عن صفة الحسن خلا .. وهو على مراتب قد جعلا 0
وأما طه محمد البيقوني فنظم قائلا :
وكل من عن رتبة الحسن قصر .. فهو الضعيف وهو أقسا كثرا
والضعف كل حديث فيه انتفت .. شروط الصحة والحسن قد نسفت 0
أقسامه كثيرة معددة .. مدروسة لدى التقات مرصودة
من إعداد : ذ / محمد عبدالسلام فارسي ، في منظومة من إعداده الخاص في 100 بيت إعتمادا على مراجع متنوعة 0
سيدي الأستاذ : تأمل بكياسة وركز ذهنك في التركيب المنطقي ، الضعيف وصف الحديث ، أليس كذلك ؟ أظن أنه بلى؟ فمادام هو حديث ، فالمشكلة كامنة فقط في الدرجة من الصحة والحس وتبقى مسألة الشرط (شرط الشيخان عند علماء الحديث ) مسألة إجرائية بحثية ليس الآن مجال مناقشتها لكن لا يعقل أنه في كل العالم الإسلامي (سنيه و شيعته ) وبكل مذاهبه الأربعة ، أضف لها الجعفري وفرقة الزيدية من الشيعة كلهم متفقون على أنه أفضل منهاج للبحث في الحديث هو منهاج الشيخين ومنهاج الإمام مالك ، وقانون الإستثناء مرفوض والندرة غريب حتى يظهر منهاج آخر أفضل ، فعلى المعتقدون الديانة الإسلامية آنذاك واسع النظر ، ويطرح سؤال مهم بين علماء الحديث هل الحديث الموقوف والمقطوع من الأحاديث الضعيفة (علوم الحديث ومصطلحه صبحي الصالح ص207) 0
وأنواعه معدودة تبدأ بالمرسل الذي سقط في إسناده إسم الصحابي بالمفهوم الذي أجمع على من هو الصحابي يشترط فيه البلوغ والعقل والمصداقية و المرسل ليس بحجة في الدين والتشريع – أنظر إختصار علوم الحديث ص52 –
لكن أكثر العلماء يحتجون بمراسيل الصحابة ولايعتبرونها ضعيفة وأعلم سيدي أنه المرسل نفسه مراتب ، وهكذا يتدرج الحديث الضعيف إلى أن يصل إلى المتروك الذي تعريفه في إصطلاح علم الحديث هو الحديث الذي رواه راو واحد ، متهم بالكذب في الحديث أوبه فسق ظاهر في أفعاله وأقواله أو كثير الغفلة أوكثير الوهم (هامش الطبقة الوسطى ص94 0
سيدي الأستاذ (ص 134 إلى 144) :
نعتقد أنك بنفسك تتناقض مع نفسك ، قلتم وأشرتم أن كتاب البخاري مقدس ولايجرؤ أحد من إنتقاده ولا الإشارة إلى كونه منقوصاً بل هو الكتاب والمؤلف الذي على الجميع أن يقدسه ويعتبره أصح كتاب بعد القرآن الكريم ، وإذا بكم هنا شردتم عدداً من علماء الحديث والفقه ينتقدون البخاري ومسلم معاً 0
1 – البخاري ينتقد تلميذه مسلما
2 – مسلم ينتقد أستاذه البخاري
3 – أبوزرعة الرازي ينتقد مسلما
4 – أبو حاتم ينتقد الشيخين
5- الترمذي ينتقد البخاري
إلى إبن تيمية وإبن العثمين 00
لكن هذا يا سيدي الأستاذ هو دليل على قوله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) سورة محمد ، الآية (24) 0
(أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لو وجدوا فيه إختلافا كثيرا ) سورة النساء الأية 82 0
(أفلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأت آباءهم الأولين ) سورة المؤمنون الأية 68 0
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ) سورة (ص) الأية (29) 0
أنظر سيدي الأستاذ أربع سور إثنتان مدنيتان (النساء ومحمد ) وإثنتان مكيتان (المؤمنون و ص ) ورد فيهن (التدبر) هو التأمل العميق والدراسة الدقيقة والتفكر الكيس والنقد البناء والتقميش المتنوع ، والتقليب لكل الجهات حيث كل هذه الأساليب ستستنتج الحقيقة 0
لاتحرك لسانك محاولا حفظه وأن لا ينفلت متنه منك وتنساه حين يلقيه جبريل عليه السلام عليك ، بل أنه ربك يا محمد سيجمعه في صدرك ويلهمك حفظه ، ولا يمكن أن ينفلت منك أبداً 0
أما أنت يا أستاذ فقد جعلت من البخاري شخصاً مقدساً معصوماً من الخطأ ، والبخاري من ذلك بريء ، البخاري ألف كتابه في زمن بعيد واجتهد قدر الإمكان في زمان عصيب لا مواصلات سوى الحمير و البغال والأحصنة ، وقطاع الطرق والنمور والسباع والذئاب والقفار والصحاري الموحشة والغابات المدغولة ذات الشجر الملتف والبرك والمستنقعات ومع ذلك إنتقل الرجل من مكان لآخر ، واعلم سيدي أن هؤلاء العلماء كانوا في أغلبهم متعاصرين ، ولم يتخذ أيهم ممن إنتقده أي موقف أو نظرة إزدراء بل جوابهم الاهم زدني علما ، وشعارهم فوق كل ذي علم عليم ، ولم يقل أي منهم أنا معصوم من الخطأ أو أنا مقدس ، أو أنا أعرفكم علماً 00
وصدق مالك بن أنس ، إمام دار الهجرة حينما يسأل ولايعرف يكون جوابه لا أدري ، وكان يقول كل يرد عليه إلا صاحب هذا القبر والرسول صلى الله عليه وسلم أقر و إعترف بأنه يخطىء ويصيب في أمور الدنيا وخبرتها ، أما أن يغير شيئاً من كلام فذلك أمر مستحيل ، وقد عصمه الله من الغفلة والنسيان ، وهو الذي عز وجل علمه وأخبره قائلا له :
لا تحرك به لسانك لتعجل به إنا علينا جمعه وقرآنه 0
القيامة الأية( 17) 0
سيدي هل تنتظر من الناس الذين ليست لهم دراية بعلم الحديث أن يقصدوا مؤلف البخاري وينتقدونه ؟ طبعاً إنهم العلماء هم الذين ينتقدون أعمال وأبحاث العلماء ، فأولئك الذين أشرتم إليهم اللهم إلا بعضهم ، الذين لهم ميولات خاصة هم المسؤولون على تقويم وتعديل وإصلاح مابه من إعوجاج ونقص وتلك هي مهمة النقد في كل مجالات البحث ٪ 0
* محمد عبدالسلام فارسي – عبدالله سداتي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.