أثار قرار عمالة تمارة بهدم مخيم الهرهورة بعد 30 عاما من اشتغاله، احتجاج واستنكار قوي من طرف جمعيات طفولية، حيث طالبت كل من جمعية الرسالة وجمعية الشعلة ورابط الأمل، وزارة الداخلية إلى التدخل العاجل لوقف عملية هدم المركز التخييمي الشهير، معلنين تنظين وقفة وطنية أمام عمالة تمارة غدا الأربعاء. "قرار متهور" وحملت جمعية الرسالة للتربية والتخييم، الجهات الوصية وعلى رأسها وزارة الداخلية، مسؤولية وتبعات هذا القرار، واستنكرت سكوت وزارة الشباب والرياضة، وعدم تحركها للدفاع عن هذا المركز، داعية إلى التراجع عن القرار. ودعت الجمعية كل فروعها إلى المشاركة بقوة في الوقفة الاحتجاجية الإنذارية التي دعا لها المجلس الإداري للجامعة الوطنية للتخييم، غدا الأربعاء أمام مقر عمالة تمارة، واصفة قرار الهدم ب"الجائر والمشؤوم"، ودعت إلى تشكيل جبهة وطنية للدفاع عن قضايا الطفولة والشباب. واعتبرت الجمعية في بلاغ لها، توصلت جريدة "العمق بنسخة منه، أن مخيم الهرهورة "فضاء تاريخي احتضن العديد من الأنشطة والفعاليات التربوية التي نظمتها مجموعة من الجمعيات ولاتزال، واستطاعت من خلالها تكوين جيل من الأطر والكوادر التي سهرت وتسهر على تدبير وتسيير نشاط التخييم ومجالاته". وأوضح البلاغ، أن الجمعية في الوقت الذي كانت تنتظر فيه إعادة تأهيل المركز المذكور، تفاجأت بهذا القرار الذي وصفته ب"المتهور والمتسرع والرامي إلى الإجهاز على مركز من أهم مراكز التكوين والتخييم بالمغرب". معاكسة طموحات الجمعيات بدورها، اعتبرت جمعية الشعلة للتربية والثقافة، قرار السلطات المحلية بعمالة تمارةالصخيرات بهدم مخيم الهرهورة، بأنه "يعاكس طموحات ومطالب الحركة الجمعوية التربوية في تأهيل وتوسيع شبكة المخيمات التربوية ومراكز التكوين والتنشيط والتأطير لفائدة الطفولة والشباب". وطالب المكتب الوطني للجمعية في بيان له، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، وزارة الداخلية إلى التدخل العاجل لوقف هذا "القرار الجائر والخارج عن سياق النهوض بمؤسسات وفضاءات الطفولة والشباب". ودعا البيان وزارة الشباب والرياضة للخروج عن صمتها والاعتراض على هذا الإجهاز في حق مركز وطني للشباب والطفولة، داعيا كل مكونات الحركة الجمعوية التربوية وكل فعاليات المجتمع المدني بتكثيف الجهود للتصدي لهذا القرار ومناهضته. احتجاج رابطة الأمل للطفولة المغربية، اعتبرت أن قرار هدم مخيم الهرهورة "مجانب للواقع"، مشيرة عبر تصريح لرئيسها مصطفى الصنهاحي، إلى أن هذا المخيم هو ملك للطفولة المغربية ومخصص للتخييم، وتستفيد منه الجمعيات والمخيمات لمدة 30 سنة، حيث تقام فيه الدورات التكوينية والمخيمات الصيفية والربيعية المنظمة من طرف وزارة الشباب. وأعلنت الجامعة الوطنية للتخييم، خوض وقفة احتجاجية مساء اليوم أمام مقر عمالة تمارة، تعبيرا على رفضها قرار هدم مخيم الهرهورة، معتبرة أن هذا القرار "غير مقبول وغير منطقي اعتبارا لقيمة المخيم ودوره في الأمن التربوي واستثمار وتدبير الوقت ونشر ثقافة المواطنة والتنمية الذاتية". ووجهت الجامعة نداء إلى كل الجمعيات وشبيبات الأحزاب والفعاليات المدنية، للمشاركة في الوقفة، معتبرة أن هدم مخيم الهرهورة "استمرار للهجمة الممنهجة على المخيمات بعدما تم الإجهاز على مخيمي المهدية والقصبة بالقنيطرة، ومخيمي الانبعاث وتاغزوت بأكادير"، متوعدة بخوض "نضالات أخرى بمختلف أنحاء المغرب". وكانت مصالح وزارة الشباب والرياضة، قد توصلت برسالة من عامل تمارة، يخبر فيها توقيف مخيم الهرهورة عن العمل وهدم بناياته وقواعد الخيام.