قال محمد جبرون، الأستاذ الباحث في التاريخ وقضايا الفكر السياسي، إن مشكلة حزب العدالة والتنمية أنه يمارس السياسة منذ مدة بخطاب متناقض، مشيرا أن الأزمة السياسية التي يمر منها حزب البيجيدي ليس وليدة مرحلة ما بعد الإعفاء، بل لها جذور تمتد حتى نشأة الحزب. واعتبر جبرون، الذي كان يتحدث في برنامج "وجها لوجه" الذي أعدته جريدة "العمق"، تحت موضوع الحلقة: "المؤتمر الثامن لحزب العدالة والتنمية .. أي رهانات في ظل الاحتقان؟"، أن الانقسام الحاصل داخل حزب البيجيدي غير مرتبط بالاختلاف حول وجهة نظر معينة أو أطروحة سياسية محددة، بل إن الانقسام أخذ طبيعة شخصية، في أن يكون فلان في هذا المكان أو لا يكون. وأوضح أن أزمة البيجيدي الحالية، يتحمل مسؤوليتها جميع أعضاء الأمانة العامة لحزب العدالة وليس عبد الإله بنكيران وحدة، معتبرا أن المشاكل الداخلية التي يعيشها الحزب، باتت تهدد النجاحات السياسية الكبرى التي راكمهَا الحزب خلال السنوات الماضية، وهي النجاحات التي استفاد منها الوطن، بحسب تعبيره. وأبرز أن الاتهامات المتبادلة بين قيادات الحزب بشأن الاصطفافات في تيارات وتيارات مضادة، سيؤدي في نهاية المطاف إلى إضعاف حزب العدالة والتنمية، أكثر من المحاولات الخارجية الهادفة لإضعاف الحزب، مبرزا أن ذلك سيؤدي إلى إنتاج حزب اتحاد اشتراكي آخر، مشيرا أن الخلاف الذي حصل بالحزب بعد الإعفاء هو انفعال ورد فعل فقط وليس موقفا مبنيا على أسس.